رئيس التحرير
عصام كامل

لا تذبحوا أحمد حلمي ! (1)

لا أحد يختلف على موهبة وإمكانات ومكانة الفنان أحمد حلمي، كأحد أهم نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي منذ بداية الألفية الجديدة، ولا على ذكائه وحسن اختياره لأعماله السينمائية التي حصدت أغلبها النجاحات الجماهيرية والفنية والنقدية الكبيرة لسنوات عديدة، خاصةً أفلام مثل ظرف طارق، مطب صناعي، جعلتني مجرمًا، أسف على الإزعاج، كده رضا، إكس لارج، عسل أسود، والأفلام الأربعة الأخيرة هي أفضل ما قدم حلمي في مسيرته حيث كشفت عن قدراته التمثيلية الكبيرة وأنه ليس مجرد نجم كوميدي بارز فقط.


النجاح يدير الرؤوس

ولكن لأن النجاح المتتالي يدير الرؤوس وقد يجعلها تغفو وتطمئن تمامًا وتنسى أو تتناسى الحكمة القديمة القائلة، إن المحافظة على القمة دومًا أصعب بكثير من الوصول إليها والأمثلة على ذلك كثيرة في كافة المجالات خاصةً مجال الفن، فقد فقد أحمد حلمي بوصلة نجاحه وجمهوره والتي لازمته لسنوات عدة وبدأ مسلسل تراجعه الفني والجماهيري.. 

 

حتى أنه لم يعد أحد فرسان الرهان في السينما في العشر سنوات الأخيرة بعدما أخفق في إدراك النجاح الفني أولا، ثم الجماهيري والنقدي ثانيًا، بعدد من الأفلام المتتالية التي لم تحمل لا الكوميديا المختلفة الراقية التي تميز بها أحمد حلمي ولا الفكر والقيمة الفنية التي طرحها في أسف على الإزعاج وعسل إسود وحتى إكس لارج الذي كان أخر عهد لحلمي مع الأفلام الجيدة وكان ذلك قبل 13 عامًا بالتمام والكمال! 

حيث توالت أفلامه الضعيفة فنيًا وعلى فترات بين العامين والثلاثة أعوام وإن حقق بعضها إيرادات معقولة وهذه الأفلام هي.. على جثتي 2013، صنع في مصر 2014، لف ودوران 2016، خيال مأتة 2019 وأخيرا واحد تاني 2022.

طموح كبير

ولأنني كنت ومازلت معجبًا بالفنان أحمد حلمي منذ بداياته الأولى مع الراحل الجميل علاء ولي الدين بفيلمي عبود على الحدود والناظر، ومتابعًا لخطواته بعد ذلك حتى وصوله إلى البطولة المطلقة في فيلم ميدو مشاكل، الذي كنت شاهدًا على صنعه مع المخرج الصديق الراحل محمد النجار والمنتج العزيز مجدي الهواري، ثم سعيدًا بنجاحاته الرائعة بعد ذلك في الأفلام  الجيدة التي ذكرتها من قبل..

 صرت من المندهشين والمتحيزين والقلقين على مسيرة هذا النجم مع تراجع أفلامه بشكل مخيف في ال 10 سنوات الأخيرة، فبادرت بالاتصال به لتحديد موعد للقاء بعد غياب طويل، خاصةً وأنني كنت أحمل عرضًا من إحدى الكيانات السينمائية العربية الكبري للتعاون معه عبر أكثر من فيلم وهو ما تم بمكتبه بكومباوند شهير ب 6 أكتوبر.. 

 

وكان لقاءا وديا وأخويًا ومبشرًا جدًا، تطرقنا خلاله بشفافية وصراحة إلى كل الهواجس التي كانت تدور برأسي وإلى أسباب التراجع في مستوى أفلامه وعن اتجاهه إلى المسرح عبر عرضين مسرحيين بموسم الرياض والقاهرة وأشياء أخرى فنية وشخصية، ووجدته متحمسًا لتقديم أعمال سينمائية جديدة وعدم الاكتفاء بفيلم كل عامين أو ثلاثة أعوام ومعترفًا بالتقصير في حق نفسه وجمهوره وأنه لديه طموحات كثيرة في هذا المجال.. 

 

وانتهى اللقاء الذي دام لنحو ساعتين ونصف وأنا أنتظر منه الرد سريعًا على العرض الذي قدمته لنبدأ الخطوات العملية الجادة تجاهه، ولكن مر على هذا اللقاء نحو 6 أشهر حتى الآن ولم أتلقى ردًا أو إجابة من الفنان أحمد حلمي رغم محاولاتي الحثيثة والمتكررة للتواصل معه بأكثر من طريقة ولكن دون جدوى! حتى علمت بالاتفاق الذي أبرمه مع تركي آل شيخ حتى قبل الإعلان عن ذلك في اللقاء الذي تم بين آل شيخ ومجموعة من النجوم وصناع الفن بمصر والسعودية  منهم حلمي..

والذي من خلاله سينتج له 4 أفلام دفعة واحدة، منهم فيلم مع زوجته النجمة منى زكي وآخر مع النجم كريم عبد العزيز، وأول هذه الأفلام التي ستنفذ  فيلم بعنوان النونو الذي سيلعب فيه دور نصاب محترف كبير يسافر إلى السعودية للقيام بعمليات نصب في إحدى المسابقات الرياضية الكبرى بموسم الرياض وعلى الحجاج في موسم الحج في إطار كوميدي! 

 

 

وهو ما أقام الدنيا ولم يقعدها حتى كتابة هذه السطور غضبًا واستنكارًا ضد حلمي بين رواد السوشيال ميديا من جمهوره العريض باختلاف مستوياته ومن بعض النقاد والصحفيين وقليل من الفنانين في مقدمتهم الفنان الكبير محمد صبحي الذي وصف هذا الفيلم بالفضيحة الكبرى بلا حياء أو خجل!

وإلى لقاء قادم إن شاء الله لاستكمال هذا الموضوع الذي أثار ومازال كل هذا الغضب والجدل.

الجريدة الرسمية