منى زكي تغامر بتاريخها ونجوميتها في الست أم كلثوم!
حالة من الجدل الواسع والتناقض والانقسام يعيشها الوسط الفني والإعلامي والصحفي والجمهور ورواد السوشيال ميديا، منذ إعلان رئيس هيئة الترفيه السعودية تركي آل الشيخ عن اعتزام الهيئة إنتاج فيلم سينمائي كبير عن حياة كوكب الشرق أم كلثوم، تلعب بطولته النجمة منى زكي، يكتبه أحمد مراد ويخرجه مروان حامد..
وأنه يجري الإعداد له بالفعل للبدء في تصويره خلال الفترة القليلة المقبلة، وقد تم الاتفاق مع مجموعة من أبرز النجوم كضيوف شرف منهم.. كريم عبد العزيز وأحمد حلمي وعمرو سعد الذي سيجسد شخصية الرئيس جمال عبدالناصر ونيللي كريم وآمينة خليل.
وأدى هذا الجدل إلى الانقسام لفريقين، الأول وهم الأكثرية، يعتقدون أن منى زكي لا تصلح للدور لابتعادها تمامًا عن أم كلثوم من حيث الشكل والملامح والطول والصوت والروح، فضلًا عن أنها لم توفق في تجسيد شخصية الأيقونة سعاد حسني في مسلسل السندريلا عام 2006!
كذلك يرى هؤلاء أن الفنانة الرائعة صابرين أبدعت أيما إبداع في تقديم شخصية ثومة في مسلسل أم كلثوم، للدرجة التي تجعل مهمة أي فنانة أخرى تقدم على لعب هذه الشخصية صعبة جدًا ومحفوفة بالمخاطر؟!
أما الفريق الآخر المؤيد لترشيح منى ومنه الفنانة صابرين التي رحبت بفيلم الست ، وتوقعت لمنى أن تكسر الدنيا لأنها موهوبة ومتمكنة وستتوفر لها إمكانات ضخمة لم تكن متاحة لمسلسل أم كلثوم قبل 25 عامًا! كذلك يرى هؤلاء أن فنانة بحجم أم كلثوم تحتاج إلى عشرات الأعمال لتقدم عنها وليس مسلسلا أو فيلما فقط!
أما على مستوى أسرة كوكب الشرق، فلم يختلف الحال من حيث التناقض والانقسام، فمنهم من يرفض هذا الفيلم وترشيح منى بحجة عدم أخذ رأي ورثة ثومة، ومنهم من أعلن ترحيبه بالفيلم وبمنى وتوقع عمل سينمائي غير مسبوق!
من أسباب الجدل أيضًا أن فيلم الست يثير علامات استفهام حول الهدف منه وتوقيته والجديد الذي يمكن أن يقدمه عن كوكب الشرق بعد المسلسل الفريد الذي بلغت عدد حلقاته 37 وكتبه المبدع الراحل محفوظ عبدالله الرحمن وأخرجته القديرة إنعام محمد علي؟!
لم تنجح معظمها
للسينما والدراما التليفزيونية المصرية تاريخ حافل في أعمال السير الذاتية عن المشاهير خاصةً الفنانين، منذ حقبة الستينيات، ولكن معظم هذه الأعمال لم يحالفها التوفيق والنجاح لأسباب عديدة ومتشعبة سنوردها لاحقًا في مقابل نجاح عدد محدود جدًا منها..
ومن هذه الاعمال.. فيلم حليم بطولة أحمد زكي، فيلم كوكب الشرق بطولة فردوس عبد الحميد، ومسلسلات السندريلا عن سعاد حسني بطولة منى زكي، ملكة في المنفى عن الملكة نازلي بطولة نادية الجندي، أنا قلبي دليلي عن ليلى مراد بطولة الأردنية صفاء سلطان، أبو ضحكة جنان عن إسماعيل ياسين بطولة أشرف عبد الباقي، وأخيرا الضاحك الباكي عن نجيب الريحاني بطولة عمرو عبد الجليل.
أما الأعمال التي حصدت النجاح بدرجات متفاوتة فمن أشهرها.. فيلم أيام السادات بطولة أحمد زكي، المسلسلات الأيام عن طه حسين لأحمد زكي، أم كلثوم لصابرين، قاسم آمين لكمال أبو رية، الملك فاروق بطولة السوري تيم الحسن.
للفشل أسباب
كما قلنا أن أسباب فشل غالبية أعمال السير الذاتية سواء السينمائية أو التليفزيونية، عديدة ومتباينة منها.. سلق هذه الأعمال وعدم الإعداد الجيد لها أو تحري الدقة في تناول موضوعات شائكة في حياة أصحابها، كذلك عدم التعب في البحث عن فنانين يقتربون في الشكل والروح مع الشخصيات التي سيجسدونها وهو ما يرسخه بقوة اختيار منى زكي للعب شخصية أم كلثوم!
يضاف إلى ذلك إصرار ورثة هؤلاء المشاهير على إظهار ذويهم في صورة الملائكة الذين لا يخطأون! وهو ما يستوجب تزييف وتغيير بعض الحقائق الثابتة! وذلك على خلاف أعمال السير في هوليوود التي تلتزم الموضوعية والشفافية في التناول!
مغامرة غير محسوبة
أخيرًا في رأيي المتواضع أن النجمة منى زكي التي وصلت إلى درجة متقدمة جدًا من النضج والإبداع الفني في السنوات الأخيرة، بأعمال رائعة مثل لعبة نيوتن وتحت الوصاية وفيلم رحلة 404، تغامر بكل هذا وبتاريخها ونجاحاتها الكثيرة السابقة على مدار 25 عامًا والتي جعلتها واحدة من أهم النجمات وأكثرهن شعبية على الساحة..
مغامرة غير محسوبة العواقب والنتائج بفيلم الست للأسباب التي ذكرت من قبل وقد يخونها ذكاؤها المعروف عنها ودقتها في اختيار أدوارها هذه المرة وإن كنت أتمنى لها كل التوفيق.