من الصفر
في بلدة صغيرة تُحيط بها الجبال، نشأ شاب يُدعى رافائيل. منذ صغره، حلم أن يصبح طبيبًا ليساعد الناس ويخفف من آلامهم، ومع ذلك، لم تكن رحلته لتحقيق هذا الحلم سهلة، واجه رافائيل تحديات كبيرة في دراسته، وشعر بالإحباط والفشل مرات عديدة.
رافائيل كان طالبًا عاديًا في المدرسة، ولم يكن يُظهر أي تميز أكاديمي. كان يجد صعوبة في فهم الدروس، وكان أساتذته يشككون في قدرته على النجاح في مجال الطب. هذا الشعور بالفشل بدأ يتسلل إلى نفسه، مما جعله يعتقد أنه لن يتمكن أبدًا من تحقيق حلمه.
لكن في كل مرة كان يشعر فيها باليأس، كان يتذكر آية من الكتاب المقدس تقول: "اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً. أَنَا الرَّبُّ فِي وَقْتِهِ أُسْرِعُ بِهِ". (إش 60: 22). كانت هذه الآية تمنحه الأمل وتعيد له الثقة بأن الله لديه خطة لكل شخص، وأنه لا يجب أن يفقد الأمل مهما كانت الظروف صعبة.
في إحدى الليالي، وبينما كان يدرس لامتحان مهم، شعر بالإرهاق والإحباط. جلس وتأمل في الآية مرة أخرى، وبدأ يصلي بعمق طالبًا من الله القوة والصبر. شعر بعد ذلك بسلام داخلي لم يعهده من قبل، وكأنه قد أُعطي فرصة جديدة. قرر أن يضع كل ثقته في الله وأن يبذل قصارى جهده.
بدأ رافائيل ينظم وقته بشكل أفضل، ويستعين بالأساتذة وزملائه لفهم المواد الصعبة. كان يقضي ساعات طويلة في المكتبة، يدرس ويبحث ويُثابر. تدريجيًا، بدأت درجاته تتحسن، وبدأ يشعر بأن حلمه يمكن أن يتحقق.
مع مرور الوقت، نجح رافائيل في اجتياز الامتحانات الصعبة، وتم قبوله في كلية الطب. كانت فرحته لا تُوصف، ولكنه كان يدرك أن الرحلة لم تنتهِ بعد. كانت الكلية مليئة بالتحديات الجديدة، ولكن بفضل إيمانه وعزيمته، استطاع أن يتفوق ويُحقق نتائج مميزة.
في الكلية، كان رافائيل يعمل بجد ولا يستسلم أبدًا. كان يواجه التحديات بروح المثابرة والإصرار، مما جعله يتميز بين زملائه. كان يستمد القوة من الآية التي كانت ترافقه طوال رحلته: "اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً". كان يعلم أن الله يرفع المتواضعين ويجعل من الصغير عظيمًا.
بعد سنوات من الدراسة والتدريب، تخرج رافائيل وأصبح طبيبًا ناجحًا. لم يكن نجاحه مجرد نتيجة للعمل الجاد، بل كان تحقيقًا لوعد الله. أصبح يُعامل مرضاه بالرحمة والتفاني، وكان يُذكرهم بأن الله لديه خطة لكل واحد منا، وأن الفشل ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة للتعلم والنمو.
رافائيل لم ينسَ أبدًا الدروس التي تعلمها خلال رحلته. كان يُردد دائمًا أمام طلابه وزملائه الآية من سفر إشعياء: "اَلصَّغِيرُ يَصِيرُ أَلْفًا وَالْحَقِيرُ أُمَّةً قَوِيَّةً". كان يعلم أن الله يرفع المتواضعين ويجعل من الصغير عظيمًا.
قصته أصبحت مصدر إلهام لكل من يعرفه. تُعلمهم أن الإيمان والصبر هما مفتاح النجاح الحقيقي، وأن الله لا ينسى أحدًا، بل يسرع في تحقيق وعوده في الوقت المناسب. كان يقول: "إذا شعرت بالفشل، تذكر أن الله لديه خطة عظيمة لك، وأنه في الوقت المناسب، سيجعلك تحقق كل ما تطمح إليه".
تذكر يا عزيزي بأن النجاح ليس محصورًا في أولئك الذين يبدون متميزين من البداية، بل هو متاح لكل من يؤمن ويثابر. إن الإيمان بقدرة الله على تحويل الصغير إلى عظيم، والفاشل إلى ناجح، هو ما يجعل الحياة مليئة بالفرص والإمكانيات.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih