رئيس التحرير
عصام كامل

مهما كان الحال هيقدر

في الحياة، نجد أنفسنا نواجه تحديات وصعوبات قد تجعلنا نشعر بأننا معرضون للخطر من كل جانب. ومع ذلك، نجد في الكتاب المقدس وعدًا ثمينًا يحمل لنا الطمأنينة والراحة، كما هو مكتوب في مزمور 121: 7: "الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ."


في قرية صغيرة محاطة بالجبال والوديان، كان يعيش شاب يدعى فكري. كان فكري يعمل في الزراعة ويحب الحياة البسيطة والطبيعة. كان يومه يبدأ مع شروق الشمس، حيث يحمل معه أدواته الزراعية ويتوجه إلى حقله ليعتني بمحصوله. على الرغم من بساطة حياته، إلا أنه كان يواجه العديد من التحديات اليومية، سواء كانت مشاكل في المحصول أو مخاوف من الحيوانات البرية.

 

ذات صباح، بينما كان فكري يعمل في حقله، لاحظ وجود آثار لذئاب حول حقل الذرة. ازداد قلقه عندما سمع قصصًا من جيرانه عن تزايد عدد الذئاب في المنطقة ومهاجمتها للمواشي. بدأ فكري يشعر بالخوف والقلق على سلامته وسلامة محاصيله. لقد بدأ يشك في قدرته على حماية نفسه وأرضه.

 

توجه فكري إلى والده في المساء، رجل مؤمن وملتزم، ليحدثه عن مخاوفه. جلسوا معًا تحت شجرة زيتون قديمة، وقال فكري: "يا أبي، أخشى أن تهاجم الذئاب حقلي وأن أفقد كل شيء. ماذا أفعل؟"

 

ابتسم والده بحنان وقال له: "يا بني، لا تنسَ وعد الرب لنا. الله دائمًا معنا ويحفظنا من كل شر. دعني أقرأ لك من المزمور 121." أخذ والده الكتاب المقدس وبدأ يقرأ: "الرَّبُّ يَحْفَظُكَ مِنْ كُلِّ شَرّ. يَحْفَظُ نَفْسَكَ".

 

شعر فكري براحة عميقة تملأ قلبه بعد سماع كلمات المزمور. قرر أن يثق بوعد الله ويحافظ على هدوئه. في اليوم التالي، وبينما كان يعمل في حقله، رأى الذئاب تقترب لكنه لم يشعر بالخوف، بل استمر في عمله متذكرًا وعد الله. فجأة، ظهر مجموعة من الجيران وأصدقائه مسلحين بالعصي والحجارة، وهجموا على الذئاب وأبعدوها.

 

في أحد الأيام، وأثناء عمل فكري في حقله، لاحظ أن السماء بدأت تغيم والرياح تهب بقوة. بدا وكأن عاصفة كبيرة تقترب. أخذ فكري يتأمل في السماء وتذكر قصة السيد المسيح عندما هدأ العاصفة بقول: "اُسْكُتْ. اِبْكَمْ!" (مرقس 4:39). شعر بفكرة عميقة: إذا كان الله قادرًا على تهدئة العواصف، فإنه بالتأكيد قادر على حمايته من الذئاب وكل شر.

 

قرر فكري أن يتوجه إلى كنيسة القرية للصلاة وطلب الحماية الإلهية. دخل الكنيسة وسجد أمام المذبح، قائلًا: "يا رب، أنت وعدتنا أن تحفظنا من كل شر. أطلب منك أن تحميني وتحمي حقلي من كل خطر"، بينما كان يصلي، شعر بسلام داخلي عميق وأدرك أن الله قد سمع صلاته.

 

في تلك الليلة، وبينما كان فكري نائمًا، سمع صوت الذئاب يقترب من حقله. نهض بسرعة وأشعل المصباح، لكنه تفاجأ عندما رأى مجموعة من الكلاب البرية تقف في وجه الذئاب وتدافع عن الحقل بشراسة. كانت تلك الكلاب تابعة لجاره، الذي لاحظ قلق فكري وأراد مساعدته. لقد تحققت حماية الله بطرق غير متوقعة.

 

من خلال قصة فكري، نتعلم أن الله دائمًا معنا ويحفظنا من كل شر. يجب علينا أن نثق بوعوده ونحافظ على إيماننا به. قد لا نرى الحماية الفورية بأعيننا، لكن الله يعمل بطرق قد لا ندركها في حينها. كما قال الرب في إشعياء 41: 10: "اَ تَخَفْ لأَنِّي مَعَكَ. لاَ تَتَلَفَّتْ لأَنِّي إِلهُكَ. قَدْ أَيَّدْتُكَ وَأَعَنْتُكَ وَعَضَدْتُكَ بِيَمِينِ بِرِّي."

 

 

في النهاية، دعونا نتذكر دائمًا أن الله يحفظنا من كل شر. يجب علينا أن نثق به ونعتمد على وعوده. قد تأتي التحديات والمخاوف، لكن الله يعمل في حياتنا بطرق قد تكون غير مرئية لنا. دعونا نصلي ونطلب من الله أن يمنحنا القوة والإيمان لنواجه كل تحدي بثقة وطمأنينة.
للمتابعة على قناة التليجرام: @paulawagih

الجريدة الرسمية