رئيس التحرير
عصام كامل

فضيحة وإهدار مال وإساءة لسمعة الكرة المصرية.. من المسئول!

مهزلة بل فضيحة لا تليق بسمعة الكرة المصرية أن يدفع الأهلى 70 ألف دولار لحكام أجانب، حضروا للقاهرة وتناولوا العشاء فوق هذا المبلغ الكبير بالعملة الصعبة مقابل تحكيم مباراة لم تتم إقامتها بعد انسحاب فريق الزمالك.. ومهما تكن أسباب الانسحاب فماذا نسمى ما حدث إلا أنه فوضى واستهتارا واستهانة بظروف بلد يئن تحت وطأة الحر الشديد وانقطاع التيار لنقص الوقود والدولار..

 

من يتحمل مسئولية إهدار 70 ألف دولار في وقت تعاني بلادنا من صعوبات في تدبير العملات الأجنبية.. ألهذا الحد هانت عليكم البلد وسمعتها.. وماذا بعد هذا الفشل للمنظومة الرياضية بلا رقيب ولا حسيب؟!

 

ألهذا الحد انعدمت الثقة في حكامنا المحليين في الدوري.. وهل تجد مثل هذا العبث إلا في الدوري المصري.. من يحاسب المسئول عن هذه المهزلة.. وماذا ينتظر البرلمان حتى يصدر تشريعا يحظر الاستعانة بحكام أجانب للمسابقات المحلية مراعاة لظروفنا الاقتصادية الصعبة.. وماذا فعل وزير الرياضة مع هذا التسيب.. وماذا ينتظر؟!


ما حدث لمباراة الأهلى والزمالك يخلو من أي لياقة أو حس سياسي من القائمين على المنظومة الرياضية.. ذلك أنه يهز الثقة في الكرة المصرية ويزيد احتقان الجمهور الذي يجد في مثل تلك المباريات تخفيفا مؤقتا لهمومه وأتراحه اليومية.. لماذا لم يخرج مسئولو اتحاد الكرة لتفسير ما حدث وتقديم صورة واضحة وكاملة للرأي العام بما سيتم اتخاذه من إجراءات قانونية لردع المتسببين في تلك الفضيحة؟!

 

وهل يرجى لمثل هذا الدوري العشوائي والمرتبك أن ينتج منتخبا قوميا يليق بمصر؟! وإذا كان للفريق المنسحب مبرراته فلماذا لم يتم الإفصاح عنها مبكرا قبل استقدام طاقم التحكيم الأجنبي الذي لهف 70 ألف دولار دون أي مجهود إلا فسحة وعشاء وضيافة من جيب المصريين؟!


رأيي أن مثل هذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام بل ينبغي أن يصل للنيابة والقضاء ليتحمل كل من تسبب  في إهدار هذا المبلغ، والأهم إهانة سمعة مصر، نصيبه من العقاب وتغريمه بمبلغ مماثل لما أنفق على الحكام الأجانب دون جدوى.


صدقوني من أمن العقاب أساء الأدب.. والمال السايب بيعلم السرقة كما يقول المثل العامي.. فإذا أردنا استقامة المنظومة الرياضية فعلينا تجفيف منابع الفساد بشتى صوره وتغليظ عصا القانون واستحداث ما يلزم من تشريعات تتواكب مع القوانين الدولية المنظمة لردع كل من تسول له نفسه التفريط في أموال الأندية أو الإساءة لسمعة الرياضة المصرية!

 


فهل يتحرك البرلمان لاستجواب للمسئولين عن تلك الفضيحة.. وهل يتحرك وزير الرياضة ليضع النقاط على الحروف ويشفى غليل الشارع الذي فاض به الكيل من العشوائية والمحسوبية والسلبية والشللية التي تعشش في المنظومة الرياضية وخصوصا كرة القدم.. وماذا سيفعل اتحاد الكرة في تلك الواقعة المشينة.. ومن يحاسب هذا الاتحاد الفاشل؟!

الجريدة الرسمية