رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة الأزهرى والوفاء لإمام الدعاة!

للإمام الشعراوي مكانة خاصة في القلوب، ومن المفارقات العجيبة أن يتذكره الإعلام في ذكرى رحيله (توفى فى 17 يونيو عام 1998)، ليس من باب إحياء ذكراه وتذكير الناس بمآثره بحسبانه أبرز المجددين في تفسير كتاب الله، الذي كان، كما قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، حين يفسر القرآن وكأنه يبعث الحياة في الحروف والكلمات، فترتسم في عقل المستمع وقلبه صورة حية مبسطة لا يحتاج إلى مجهود كبير لفهمها واستيعابها..

 

لكن ذكراه علت في فضاء الإعلام من باب آخر تمامًا وهو تعرض ضريحه الموجود بقرية دقادوس بمركز ميت غمر الدقهلية للغمر بمياه الصرف الصحى نتيجة عطل بمحطة الصرف، وقد وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، بترميم مقبرة الإمام محمد متولي الشعراوي.. وذلك أمر محمود يعطى للحكومة درسًا بضرورة التعامل بسرعة مع الأمور ذات الأهمية في ميزان الرأي العام.


ما لفت نظري أن الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية توجه -عرفانًا بفضل الإمام الشعراوي، لزيارة ضريحه والاطمئنان على أعمال صيانته والاجتماع مع أسرته، وأهالي قريته، وقراءة الفاتحة على روح الإمام الشعراوي بعد جولة داخل الضريح ومجمع الإمام الشيخ الشعراوي.. وتلك رسالة أخرى في الوفاء لأهل العلم وتكريمهم حتى بعد رحيلهم؛ فالعلم رحم بين أهله.


لفتة أخرى للدكتور أسامة الأزهري أثلجت صدري حين أعلن قبل أيام رغبته في مناظرة جميع أصحاب مركز تكوين الذين ادعوا أنهم أرادوا به تجديد الدين على طريقتهم، لكنهم نكصوا على أعقابهم ولم يبدوا استعدادهم لمناظرة الأزهري الذي وضع النقاط فوق الحروف وكشف التهافت الذي عليه أدعياء العلم الذين طلبوا مرتقى صعبًا لا يقدرون عليه.. 

 

وإلا فلماذا لم يستجيبوا لمناظرة انتظرها الناس ليعلموا على أي أرض يقف أدعياء تكوين الذين انسحب أحدهم من هذا المركز المشبوه بعد أن ملأ الدنيا صياحًا وتجديفًا ضد الشعور العام ولا أقول ضد الدين!


وليتهم جعلوا تكوينهم لرصد مشاكلنا وعلاج أسباب تراجعنا في التعليم وحرية الرأي والصحافة في التصنيفات العالمية، أو وجدوا علاجًا لمشكلات خانقة مثل انقطاع الكهرباء الذي ضاقت به الصدور!

 


ويبقى أن نردد مع الدكتور أسامة الأزهرى قوله: رحم الله القيمة والقامة العالم الجليل الشيخ الشعراوي الذي عكف على تفسير القرآن الكريم فتألق وأبدع، وأشاع العلم، وأحبه الناس بصدق في مصر والعالم الإسلامي كله، وملأ قلوب الناس بالأمان والمعرفة ونور العقول، وقدم صورة مشرفة للعالم الأزهري القادر على التواصل الجماهيري الناجح.
وندعو الله تعالى أن يرزقنا دائما البر والوفاء والتقدير والعرفان لكل علمائنا الكرام.

الجريدة الرسمية