رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة إلى السيد وزير الأوقاف

الصلاة أهم أركان الدين وهي الركن الجامع لأركان الإسلام وهي عماد الدين فمن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين.. وهي أول ما يسأل عنه المرء ويحاسب فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله.. وهي صلة العبد بربه عز وجل ومفتاح الوصول والقرب. وفضل الصلاة عظيم وخاصة صلاة الجماعة فهي تفضل صلاة الفرد بمفرده سبعة وعشرون درجة. 

 

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان، براءة من النار وبراءة من النفاق"، هذا وصلاة الفجر تبرئ صاحبها من النفاق كما أخبر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولقد أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضلها في أحاديث كثيرة منها قوله "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها". 

 

وقوله “أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر.. ولو يعلمون ما فيهما أي من الفضل والأجر والثواب. لأتوهما ولو حبوا وفي حديث آخر قال من صلى البردين دخل الجنة”. والبردين الصبح والعصر. 

 

هذا ومن الملاحظ أن هناك بعض من يؤم الناس ينفرهم لإطالته في الصلاة وقراءته بآيات العذاب. والواجب على من يؤم المصلين وخاصة في صلاة الفجر أن يكن عنده حكمة في إختيار ما يقرأه من الآيات في الصلاة وعليه أن يقرأ بآيات فيها تبشير تدخل على نفس المصلين الفرح والسعادة والسرور والبهجة والفرح بالله تعالى. 

 

والواجب ألا يطيل في القراءة ويستعرض صوته حتى يتقي شهوة النفس في العجب بصوته وهي من الشهوات الخفية العالقة بالنفس. ويجب أن يأخذ بوصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم التي قال فيها "من أم منكم فليخفف فمنكم المريض والشيخ المسن الذي لا يقوى على الوقوف والركوع وذي الحاجة". 

 

لكن للأسف معظم من يؤم المصلين يأتي بآيات كلها عذاب وجحيم ويطيل في صلاته. وأعتقد أنه غير مستحب وخاصة في صلاة الفجر.. للأسف فقه الإمامة في الصلاة يكاد أن يكون غائبا لدى البعض من الأئمة من الذين غاب عنهم قول الرسول الكريم "يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا".. 

 

 

إنما بعثنا ميسرين غير معسرين مبكرين غير منفردين.. ومن هنا ولأجل ذلك أوجه رسالتي إلى السيد وزير الأوقاف والسادة وكلاء الوزارة والقائمين على الإشراف والتفتيش على أئمة المساجد لإتخاذ اللازم من التنبيه والتوجيه. اللهم أرزقنا الفهم منك بك عنك سبحانك.. وإهدنا إلى سواء السبيل.

الجريدة الرسمية