رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا بعد التلبية وأداء المناسك؟

ماذا بعد التلبية وأداء مناسك الحج لمن حظى بهذا الفضل العظيم ووقف بعرفات؟ معلوم أن الحج المبرور الذي قصد به وجه الله عز وجل وكان خاليا من الرفث والفسوق والجدال يعود صاحبه مغفورا له مرحوما من الله تعالى كيوم ولدته أمه طاهرا نقيا ويعود إلى الفطرة النقية السليمة التي فطره الله تعالى عليها. 

وليس للحج المبرور ثواب إلا الجنة كما أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله. السؤال ماذا يجب على من لبى نداء الله وأحرم لله تعالى ولبى وسعى وطاف، وبمقام الخليل لله صلى أو في مقام الخلة كبر وقرأ وركع ورفع وسجد، وفي حضرة القرب أقيم وشهد لله عز وجل بالوحدانية ولرسوله بالصدق والتصديق وعليه صلى. وشرب من ماء زمزم وأرتوى ثم سعى بين الصفا والمروة.. 

ثم إلى عرفات أقبل وعليه وقف ولبي وأقر بتوحيد الله تعالى بعدما حمد الله تعالى وأقر بنعمه وفضله. "لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك. لا شريك لك لبيك". ثم نزح إلى المزدلفة وبات لله تعالى متجردا من متاع الدنيا وفراشه الناعم. 

ثم أقبل ملازما التلبية إلى منى ورمى الجمرات إلى آخر المناسك من حلق ونحر وطواف بالبيت تجديدا للعهد مع ربه تعالى ومولاه جل في علاه ثم الحلق إعلانا وتأكيدا على تمام تجرده من زينة الدنيا وإسقاط حبها من قلبه.. السؤال ما زال قائما: ماذا بعد كل ذلك وما يجب أن يكون عليه؟ 

الإجابة ببساطة: يجب أن يلزم حظيرة العبودية ولا يفارقها والإلتزام بمنهج الشريعة الغراء والاستقامة عليها ولا يصح ذلك إلا بالالتزام بهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإقامة سنته الرشيدة.

 

هذا بالإضافة إلى أن يحرص على ألا تنال منه الدنيا شيئا وأن يجتهد على الدواء على ذكر الله تعالى وأن يعد نفسه على الدوام  للقاء ربه تعالى. وأن ينزه إقباله عليه سبحانه بإخلاص الوجهة وعدم التطلع إلى الأجر والثواب لعل الله تعالى يمن عليه ويجعله من عباده المقربين أهل الحظوة بالوصل والإتصال به والقرب منه سبحانه. 

الذين أشار إليهم تبارك في علاه بقوله جل ثناؤه "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ". وقوله جل جلاله "فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ". تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ومن علينا سبحانه وتعالى بالوصل والقرب والإتصال وجعلنا من أهل روح وريحان وجنة نعيم.

الجريدة الرسمية