رئيس التحرير
عصام كامل

الدوري السعودي قصة نجاح تستحق الاحترام!

الدوري السعودى يصعد بقوة نحو العالمية ليضاهي الدوري الأوروبي؛ وكلمة السر هي انضباط المنظومة الرياضية على كل الأصعدة، اتحاد كرة وتحكيمًا وتنظيمًا وأندية ولاعبين، الكل يعمل في منظومة يحكمها العدل والانضباط والبعد عن الشللية والمجاملة ومن ثم الفساد، فلا تأجيل للمباريات ولا خلل في مواعيد البطولات، ولا خضوع لنفوذ الأندية ولا لأسماء النجوم.. الكل أمام القانون سواء!


صحيح أنه جرى إنفاق مبالغ طائلة على شراء لاعبين من أوروبا وغيرها لتسخين المنافسة ولفت الأنظار، لكن وعلى خلاف ما توقع البعض ألا يقود ذلك وحده لنجاح مستدام، أو أن ذلك لا يبنى أمجادًا ولا يضمن التفوق والمتعة.. لكن ما حدث أن هناك تخطيطًا سليمًا ورؤية حاكمة للمنظومة خالفت كل التوقعات وجاءت النتائج لتعطي درسًا بليغًا يجب استلهامه للوصول للنجاح.


فإذا أردنا الوصول للعالمية أداء واحترافًا في أي منظومة فعلينا بتحقيق الانضباط وسيادة القانون على الجميع أولًا، وجعل العطاء وحده هو معيار الاختيار بلا واسطة ولا مجاملات.


ما نراه في ملاعبنا من ترهل في اللياقة البدنية والذهنية وحتى الأخلاقية للاعبين والمدربين وحتى بعض الإعلاميين، وهو ما عبر عنه حسام حسن بوضوح حين قال إنه لا يوجد لاعب في الدوري المصري يصلح لتمثيل المنتخب، ثم جاء لاعب الأهلى مجدى أفشة بحوار جريء ليقول نفس الشيء بطريقة أخرى..

 

ناهيك عن كثرة تأجيل البطولات وترحيل المباريات إرضاء لهذا النادي أو ذاك، وانحياز بعض الحكام أحيانًا وخضوعهم لسطوة هذا النادي أو ذاك، ناهيك عن إعلام رياضي يتحرك مذيعوه من منطلق ولاءاتهم للأندية أو مصالحهم الشخصية وشيوع التربيطات والشللية وهو ما يجعل البرامج الرياضية ساحة للتلاسن وتصفية الحسابات، ساحة تطفح بالتعصب والانحيازات، وهو ما يتسبب في شحن الأجواء بالكراهية والعنف..

مما ينعكس سلبًا على سمعة الكرة المصرية، ويترك آثارًا وخيمة على أداء المنتخب الذي يفتقد للتناغم وانعدام التنوع وغياب البدائل ذوى الكفاءة المتناظرة في المركز الواحد.. الأمر الذي يفسر غياب البطولات عن منتخبنا الوطنى منذ عهد المعلِّم حسن شحاته الذي نجح في إحراز ثلاث بطولات أممية بلاعبين محليين إلا قليلًا.. ولم يستطع فريقنا القومى في العودة لهذه الأمجاد بعد غياب جاوز الخمسة عشر عامًا!

 


العلم والتخطيط أساس النجاح في أي منظومة، يستوى في ذلك كرة القدم أو نشاط إنتاجي، والاستعانة بأهل الخبرة والتخصص والكفاءة لا أهل الثقة، والالتزام بتطبيق القانون على الجميع بلا استثناء.. تلك أبسط مقومات النجاح التي علينا أن نعيها جيدًا، وأن نكف عن التغنى بأمجاد الريادة التي فرطنا فيها بأنانية مفرطة وجرى وراء المصالح الخاصة دون الحفاظ على ما حققه الأسلاف في كل المجالات.. الدوري السعودي درس بليغ في استلهام تجارب النجاح!

الجريدة الرسمية