رئيس التحرير
عصام كامل

أكبر من الانتقام!

بعد أن سيطرت قوات الاحتلال الاسرائيلية على محيط معبر رفح ادعت إسرائيل أنها تريد فتح المعبر وأن مصر هى التى ترفض، وإستعانت بأمريكا لكى تقنع القاهرة بفتح معبر رفح في وجود قوات الاحتلال الإسرائيلية في رفح وسيطرتها على المعبر.. لكن هذه القوات دمرت أمس صالة السفر في الجانب الفلسطينى من المعبر. 

 

وهذا يكشف بجلاء أن إسرائيل لا تريد في حقيقة الأمر فتح وتشغيل المعبر وأنها رتبت مبكرا خلال عملية رفح إغلاقه لتحكم حصارها للقطاع ولمنع نقل المصابين من أهالى غزة للعلاج خارج القطاع، في مصر أو غيرها من الدول العربية الأخرى.

 
فلا يمكن تفسير ما فعلته قوات الإحتلال الاسرائيلية في المعبر بأنه مجرد إنتقام على غرار ما فعل الجنود الإسرائيليين في منازل فلسطينى غزة التى اقتحموها وحطموا حتى لعب الأطفال فيها.. إنما الأمر يتجاوز الانتقام ليصل إلى إحكام الحصار على أهالى غزة، خاصة وأن معبر كرم أبو سالم  تمارس قوات الاحتلال فيه تعطيل تدفق المساعدات لأهالى القطاع.

 


لكن قد يكون هناك تفسير آخر غير إحكام الحصار على أهالى غزة ويتمثل في قرب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من محيط معبر رفح، سواء من خلال هدنة تستند إلى مقترح بايدن، أو لاقتراب انتهاء عملية رفح كما تشير توقعات قوات الإحتلال  بعد أسبوعين.. ولذلك تعمدت هذه القوات تدمير المعبر حتى لا يصلح للتشغيل فور انسحابها.

الجريدة الرسمية