رئيس التحرير
عصام كامل

مجزرة رفح فشل سياسى وعسكرى

ليس جديدا على الصهاينة ارتكاب الجرائم والمذابح فى حق المدنيين الفلسطينيين، فصفحات التاريخ الأسود لهم ممتلئة بالمذابح منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن، منها مذابح بلدة الشيخ ودير ياسين وقرية أبو شوشة والطنطورة وقبيا وقلقيلية وكفر قاسم وخان يونس وتل الزعتر وصبرا وشاتيلا والمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمى ومخيم جنين وحاليا قطاع غزة.. 

 

ولم تكن مذبحة مخيم رفح الأخيرة عندما قامت الطائرات الصهيونية بقصف مخيما للنازحين بالقرب من مستودعات الأونروا فى مدينة رفح بالصواريخ فى ساعة متأخرة من الليل بالرغم من أن الصهاينة قد سبق لهم أن حددوا هذه المنطقة من بين المناطق الآمنة وحث المدنيين إلى التوجه إليها، وادعوا بعد فضيحتهم أمام العالم بعد المذبحة التى ارتكبوها فى حق المدنيين وراح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين بعد حرقهم وهم أحياء أنهم يستهدفون مجمعا لحركة حماس.. 

 

المشهد الإجرامى يثبت وحشية الصهاينة وأنهم حيوانات بشرية قامت بقصف مخيم النازحين المكون من الخشب والصفيح والقماش، وحرقت الناس وهم نيام وأغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ على مرأى ومسمع العالم كله الذى اكتفى بعبارات الشجب والتنديد، بالرغم من الإدراك بأن ما تم فعله جريمة حرب وإبادة جماعية.. 

 

هذه المجزرة جاءت بعد يومين من قرار المحكمة الدولية بوقف أي عملية عسكرية فى رفح، وهو تحدٍّ سافر لقرار المحكمة الدولية التى أصبحت قراراتها تجاه الصهاينة حبرًا على ورق بحماية غربية ومن حلفائها الداعمين لها.. 

 

على الجانب الآخر مجزرة الصهاينة بحق النازحين أحياء دليل قاطع على الفشل السياسى والعسكرى، وهو ما صاحبهم إلى حالة الجنون المفرط ويلزم مواجهته من قبل المحاكم الدولية..

 

 

وأن تعلن الدول التى تدعى بحماية حقوق الإنسان واحترام القانون الدولى موقفها من هذه المجزرة أو تلتزم الصمت عن الشعارات التى تطلقها من حين لآخر عن حقوق الإنسان، وكافة الدول التى تمد الصهاينة بالسلاح الفتاك مسئولة عما يحدث تجاه المدنيين العزل، ولن ترتدع إسرائيل عن مواصلة جرائمهم البشعة إلا من خلال فرض عقوبات عليها قابلة للتنفيذ ومطالبة دول العالم الدفاع عن عمل واستقلالية محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

الجريدة الرسمية