الوزير الذى يريده الناس
بما أن الدكتور مصطفي مدبولى تم تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة فمن واجبنا أن نحيطه علما بأن الوزير الذى يريده الناس هو الذى يجيد الإنصات لهم ويعرف كيف يتحدث معهم.. فهم يريدون وزيرا يهتم بهم، وأول سمات الاهتمام بالناس هو الإنصات لهم وسماع كلامهم وشكاويهم ومطالبهم والسعى لحل هذه الشكاوى والاستجابة لمطالبهم، فالناس لا يشكون إلا مما يؤرقهم ويزعجهم ويؤلمهم ولم يعد لديهم قدرة على تحمله، ولا يطالبون إلا بما هو حق لهم.
وهم يريدون وزيرا عندما يتحدث معهم يحترمهم ويقول لهم كلاما يفهمونه وليس كلاما يصعب فهمه ناهيك عن صعوبة تقبله والاعتراف به.. فإن الناس عانت من حديث بعض الوزراء في الحكومة المستقيلة.. حيث كان هذا الكلام إما مغرق في تخصص الوزير أو ينضح بعدم الاكتراث بما يشكون منه.
والإنصات للناس وإجادة الحديث معهم هى سمات أساسية للوزير السياسى وهو ما افتقدناه في العديد من أصحاب المقاعد الوزارية منذ سنوات طويلة، عندما تركز اهتمامنا على الكفاءة المهنية للوزراء ونحن نختارهم ولم نهتم بذات القدر بالوزير السياسى.
نعم إن الكفاءة الفنية والإدارية أمر مهم يجب توفره في وزراء مصر مثلما هؤلاء الناس بالنسبة لنظافة اليد وحسن السمعة، لكن مع ذلك أيضا إن صفة السياسى في الوزير مهمة أيضا ولعله يسبق في الإهتمام الكفاءة الفنية والإدارية..
فنحن نعيش مرحلة تكثر فيها التحديات التى تواجهنا، وكلها تؤثر على الأمن القومى، والضمان الأول والأساسي لحماية أمننا القومى هو التماسك الوطنى والاستقرار السياسى، وهذا يتحقق عندما ينصت وزراءها للناس ويجيدون الأحاديث مهم، لآن ذلك يشعرهم بأن الحكومة مهتمة بهم وهذا شاغلها الأول، وليست مهتمة فقط بحل مشاكلها وحدها.
