رئيس التحرير
عصام كامل

تحدثوا.. ولكن!

أمر طيب أن يتحدث المسئولون للمواطنين حتى ولو جاء ذلك بعد أن طلب منهم الرئيس ذلك.. لكنه سيكون أفضل لو تخير المسئولون كلامهم وهم يتحدثون للناس، ولو ردوا على تساؤلات الناس التى تؤرقهم أو تحتاج اجابات عليها. 


لقد إتخذت الحكومة قرارات مؤخرا تقض برفع سعر الخبز المدعوم وسعر الكهرباء وأعربت عن نواياها لرفع سعر المنتجات البترولية وهى مدينة للمواطنين بشرح أسباب ذلك أو بالأصح ما اضطرها لرفع هذه الأسعار، ومدينة أيضا للمواطنين بتفسير لماذا لم تبدأ بنفسها وتخفض انفاقها..

 

ولذلك فإن حديث المسئولون كما طالبهم الرئيس ضرورى ومهم ولا غنى عنه.. ولكن يجب أن يراعوا وهم يتحدثون أن المواطن المصرى فطن ويفهمها كما يقال وهى طائرة.. ولذلك لا يصح مثلا أن يبرر وزير رفع سعر الخبز المدعوم بأنه يستخدم من قبل البعض علفا، رغم أن هناك نظام مقنن لتوزيع الخبز على بطاقات التموين أنهى منذ سنوات إستخدام الخبز المدعوم علفا كما كان شائعا من قبل.. 

 

ولا يستقيم أيضا أن يقول مسئول أن الدعم مطروح على مائدة الحوار الوطنى الذى لم يستأنف بعد وتستبق الحكومة هذا الحوار وما يقرره المتحاورون بقرارات تخص هذا الدعم وأهم مسألة فيه وهى تحويل  الدعم العينى إلى نقدى.. 

 

كما ليس مستساغا أن يتجاهل المسئولون انخفاض الجنيه على زيادة فواتير الدعم الحكومية في الموازنة، وهى زيادة المسئول عنها من يديرون اقتصادنا وليس المواطنين بالطبع.. فالمواطنين يريدون الاطمئنان إلى أنهم سوف يتحملون أعباء زيادة الدعم الرقمية إلى الأبد في ظل فجوة نقد أجنبىي لم تجد علاجا ناجحا لها وقد تسبب فى انخفاض جديد للجنيه بعد أن استقرت قيمته مثلما حدث بعد تعويمه فى خريف عام 2016. 

 


ولكى يفهم المواطنون ويقتنعوا يجب أن يصدقهم المسئولون القول ويبتعدون عن الكلام الذى لا يجد سبيله إلى العقول والكلام الذى يستفز الناس. 

الجريدة الرسمية