رئيس التحرير
عصام كامل

تصريحات أفشة.. متى تتسع صدورنا للنقد؟!

تصريحات محمد مجدي أفشة لاعب الأهلي، الأخيرة، أحدثت أزمة كبرى داخل النادي وكان لها صدى كبير خارجه حتى أصبح أفشة تريند وبات حديث السوشيال ميديا.. وهو ما يضعنا إزاء سؤال مهم: لماذا تضيق صدورنا بالنقد؛ فلم يتحمل البعض فضفضة لاعب يشعر بالظلم وتكلم على سجيته بلا حسابات ولا محاذير..

وإذا لم تكن إدارة النادي قد اتخذت موقفًا ضد مجدي أفشة، وإذا لم يكن مارسيل كولر المدير الفني للفريق قد غضب من تصريحاته وأبعده من التدريبات التي جرت أمس الأول فلماذا لم تخرج إدارة الأهلي ببيان رسمي تقضى به على الشائعات والتأويلات وتقطع الشك باليقين خصوصًا بعد تواتر تقارير تفيد بأن اللاعب تم استبعاده من تدريب الإثنين بقرار من المدير الفني، على خلفية تصريحاته الأخيرة.. وأن خالد بيبو طالب بفرض عقوبات مالية على أفشة!

وإذا لم يكن ذلك كذلك فهل يمكن أن تؤثر تصريحات اللاعب على مستقبله مع الأهلي؟! في رأيي أن أفشة لم يبالغ حين عبر عن إحساسه بالظلم، قائلًا: "فيه ناس كتير بتيجي عليَّ في الكرة، ومش واخد حقي في الملعب"، مؤكدًا لأحد البرامج الرياضية أنه سجل هدفًا وصنع آخر، وفي الأخير تحصل إمام عاشور على جائزة أفضل لاعب، وتلك حقيقة.. 

فاللاعب مجدي أفشة كان أفضل لاعب، حيث سجل في 10 دقائق هدفًا وصنع آخر ورغم ذلك ذهبت الجائزة لإمام عاشور وهو ما دفعه للقول إن هناك أشخاصًا يرون الحقيقة ولا يفصحون عنها!

تصريحات أفشة أحدثت حالة كبيرة من الجدل ونرجو أن تكون حجرا جرى إلقاؤه في المياه الراكدة فيتحقق العدل بين اللاعبين وأن يكون الفيصل هو الأداء والانضباط والالتزام.. وليس المحاباة والاستلطاف..

نرجو أن تكون بداية لتكريس الشفافية في الأندية وفي اتحاد الكرة، فتطبق قواعد الانضباط على اللاعبين بلا استثناء حتى يعود الانضباط للمنظومة الكروية ثم الرياضية كلها! 

أفشة لم يجاف الحقيقة حين قال: "الآن أصبحنا نبحث عن صاحب اللقطة أو صاحب التريند"، وتساءل متعجبًا: هل تسمع صوت عمرو السولية؟ هل يتحدث عنه أحد؟ هل تسمع صوت علي معلول؟ نبحث فقط عن أصحاب الشو واللقطات حتى نمنحهم الاهتمام الإعلامي.

فإذا كانت تصريحات أفشة لم تعجب البعض داخل الأهلي، فالحل الأمثل ليس القمع والاستبعاد بل يكون بالرد عليها بما يفندها ويدحضها؛ فالرأي بالرأي والحجة بالحجة.. هي الطريقة المثلى للاحتواء والشفافية وتكريس لغة الحوار والتفاهم لا العقاب لتكميم الأفواه وإسكات المظلومين؛ فالرياضة ليست بطولات ومكاسب مادية بل هي أخلاق.. وأفضل الأخلاق حسن المعاملة! والرياضة أولا وقبل كل شيء أخلاق!

الجريدة الرسمية