رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر وجنوب أفريقيا.. رسائل الدعم والمساندة!

ما قاله فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لسفير جنوب إفريقيا جوزيف ماشمباي، هو أقل ما يمكن أن نقدمه لدولة أحيت القيم الإنسانية رغم أنها أبعد ما تكون جغرافيًا عن حدود الكيان الصهيوني، ولا يربطها بغزة روابط تاريخية ولا عرقية ولا لغوية كما هو الحال لدول عربية جاوزت العشرين ولم تفعل ما فعلته جوهانسبرج، التي تصدت بطريقة قانونية للجرائم الإسرائيلية في القطاع أمام أكبر محكمة دولية.


الإمام الأكبر قال خلال استقباله لسفير جنوب أفريقيا بمشيخة الأزهر إن الموقف التاريخي لجنوب إفريقيا تجاه العدوان الصهيوني، لا يصدر إلا عن شعب عظيم، رباه قائد وبطل عظيم، وهذا ليس غريبًا على بلد وقف في وجه الظلم والاستعمار وقاومه وانتصر عليه.
 

جنوب أفريقيا تستلهم في نضالها الإنساني ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي قيم نيلسون مانديلا الذي قهر التحديات حتى صار رمزا للصمود، وكان بطلا في كل مواقفه، بطلا حينما رفض الاستعمار ورفض الفصل العنصري، بطلا حينما صمد في السجن لفترة طويلة.. 

 

وكان أكثر بطولة حينما رسخ في أبناء جنوب إفريقيا قيم نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظلمة والطغاة، وهو ما أعطى المظلمة الفلسطينية زخمًا في المحافل الدولية أسقط السردية الصهيونية الكاذبة، وعمق العزلة الأمريكية داخل مجلس الأمن وفي المجتمع الدولى.

رسائل شيخ الأزهر


ما صنعته جنوب أفريقيا كما يقول الإمام الطيب هو أكثر الأسلحة إيلاما للكيان الصهيوني، وهو الباعث لهذه الحركة العالمية التي خرجت في شوارع أوروبا وأمريكا وجامعاتها، وهو التحرك الذي أفقد الكيان الصهيوني جزءا كبيرا من ألاعيبه التي يحتمي بها؛ بدعوى معاداة السامية، وخدع شعوبا كاملة طيلة عقود، حتى جاءت جنوب إفريقيا لتفضح تلك الأكاذيب والأباطيل وتظهر الصورة الحقيقية والسيئة لهذا الكيان المجرم.

 

رسائل شيخ الأزهر لأبناء جنوب إفريقيا كانت قوية ومؤثرة لصدورها عن أهم رمز ديني في العالم الإسلامي الذي يتجاوز سكانه المليار ونصف المليار إنسان.. وجاءت كلمات الإمام الأكبر داعمة حيث قال: "أنتم مَن أيقظتم ضمير العالم الحر، وصححتم الطريق الخاطئ الذي كان العالم يسير فيه، وأصبحتم مع الفلسطينيين رمزا للحرية والمساواة والتصدي للهجوم على الأوطان والأرض والإنسان.. 
ونحن في الأزهر نُقدر موقفكم التاريخي دعما للقضية الفلسطينية، ونعلم أنكم ستتعرضون لمضايقات وتحديات كبيرة، وستدفعون ثمنا باهظا، ونحن على استعداد لتقديم منح دراسية -لا محدودة- لأبناء جنوب إفريقيا للدراسة في الأزهر، تقديرا لهذا الموقف التاريخي المتفرد".

 


حسنًا ما فعله شيخ الأزهر.. لكن جنوب أفريقيا بموقفها البطولى الرائد ضد إسرائيل ومن خلفها الغرب وأمريكا التي يحركها لوبى صهيونى قوى التأثير في قرار واشنطن ومن ورائها أوروبا، في حاجة لما هو أكبر من منح دراسية، في حاجة لدعم اقتصادي من الدول العربية الغنية، وفي حاجة لدعم سياسي بالانضمام الجماعي لدعواها أمام العدل الدولية لمنع إفلات قادة الكيان من العقاب.. 

وهو ما يوفر ظهيرا داعمًا لقضاة الجنائية الدولية التي طلب مدعيها العام استصدار قرارات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه المتورطين في أبادة أكثر من 37 ألفا من المدنيين العزل وأكثرهم من الأطفال والنساء.. تحية لجنوب أفريقيا التي ساندت غزة أكثر مما فعلت دول عربية وإسلامية تتجاوز 57 دولة.. لكنهم غثاء كغثاء السيل!

الجريدة الرسمية