رئيس التحرير
عصام كامل

الجدل حول الدين والتدين

منذ أن وضع الإنسان قدمه على الأرض، ومن لحظة بدء الوحي الإلهي لأبو البشر أبينا آدم عليه السلام، إلى أن ختم الله تعالى النبوة والرسالات برسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام ورسالة الإسلام، تلك الرسالة التي حوت بين طياتها كل الرسالات السماوية، والتي جٌمع فيها كل المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة.  

 

ذلك الدين الذي أكمله الله تعالى وأتمه وارتضاه لعباده وخلقه، ولقد أشار الله تعالى إلى ذلك بقوله سبحانه "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" وفي إشارة إلى عظمة ما حواه دين الإسلام وما حواه من المكارم والفضائل والمحاسن والقيم الإنسانية النبيلة، يقول عز وجل "فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ".

 

هذا وفي إشارة أخرى إلى أن دين الإسلام هو دين الفطرة الحنفية السمحاء، يقول عز وجل "هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ"..

 

أعتقد أن الخلاف والجدل حول الدين والتدين سيظلان قائمين ولا ولن ينتهيا حتى تقوم الساعة. وأعتقد أن لله تعالى حكمة وشأن في هذا الإختلاف إذ أن الأمر كله بيده عز وجل وله تعالى الأمر من قبل ومن بعد وتأكيدا لذلك يقول تعالى "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ". 

 

 

هذا وهناك تساؤلات كثيرة حول الدين والتدين. منها هل الدين واحد أم هناك عدة أديان؟ وما الفرق بين الدين والتدين؟ وهل مٌسميات الرسالات والمناهج السماوية كلها كما أنزلها الله تعالى؟ وقبل ان تعبث بها يد البشر وتحرفها فيما عدا القرآن المحفوظ بحفظه تعالى تحمل بين طياتها مفهوم ومضمون واحد وهو الإسلام، والذي معناه السلام والتسليم لله عز وجل فيما شرعه سبحانه للعباد والطاعة والانقياد لكل ما فرضه وأوجبه وأمر به عز وجل. وكذا الرضا والتسليم بقضاء الله عز وجل وقدره.

هذا عن معنى التسليم وأما عن معنى السلام هو سلام المسلم مع نفسه ثم السلام مع جميع الخلق؟ الأسئلة والجدل حول الدين كثيرة وهذا ما سوف نجيب عليه بمشيئة الله تعالى في مقالات التالية.

الجريدة الرسمية