في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (4)
مما يجهله الكثير من الناس وخاصة من يُنكرون سُنة الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء عن جهل بآيات كتاب الله وحكمه كالقرآنيين.. أو من المُغرضين أدعياء التنوير والتجديد الذين يعملون لحساب المخطط الماسوني الصهيوني لهدم الإسلام وزعزعة العقيدة في نفوس المسلمين، وفي الحقيقة هم منافقون يظهرون خلاف ما يبطنون ولا دين لهم ولا انتماء والإسلام منهم براء. أن الرجوع إلى الرسول عند الاختلاف في أي أمر والرضا والتسليم بحكمه شرط للإيمان..
وتأكيدا لذلك أقسم الحق عز وجل بربوبيته سبحانه وتعالى بانتفاء الإيمان.. وجعل سبحانه وتعالى الرجوع للرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يختلف فيه ثم الرضا بحكمه عليه الصلاة والسلام والتسليم لما يأمر به شرطا للإيمان، حيث يقول جل جلاله “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ” أي ما اختلفوا فيه.. “ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ”، إشارة إلى الرضا والتسليم بحكمه.. "وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا".
طاعة الرسول الكريم
هذا وقد حذر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات من مخالفة أمر الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال تعالى "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ". وفي هذه الآية الكريمة إشارة واضحة جلية إلى أن حكم الله تعالى وما يقضي ويحكم به هو حكم الرسول وما يقضي ويحكم به. ولا فرق بين حكم الله وحكم رسوله.
هذا وفي آية أخرى هناك تحذير من الله تعالى لمن يخالفون أمر الرسول بحدوث الفتنة فيما بينهم ولإحداث الفتنة بين المسلمين أو أن يصابوا بعذاب أليم. حيث يقول تعالى "فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
هذا وقد جعل الله تعالى طاعة الرسول واتباعه سببا لحياة القلوب والأرواح حيث يقول تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ". هذا وفي هذه الآية الكريمة إشارة إلى المعنى الحقيقي للحياة الحقة وهي حياة القلوب والأرواح وليست حياة الأجساد والأشباح، فالخطاب في الآية لأحياء وأهل صفة وهم المؤمنون..
هذا وقد جعل سبحانه وتعالى علامة صدق المؤمن لربه تعالى تكمن في طاعة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واتباعه والتي تثمر محبة الله للعبد وغفرانه له. حيث يقول عز وجل "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم".