رئيس التحرير
عصام كامل

في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا (5)

أهل المكر السيئ والخبث يتكلمون بمقولة الحق يٌراد بها باطل.. والمٌغرضون مرضى القلوب أعداء الله ورسوله وأعداء الدين والحياة من أدعياء الثقافة والتنوير والتجديد عملاء الماسونية يقولون بمقولة الباطل على أنها الحق وليس يُراد بها الباطل، فقط بل يُراد بها التضليل والتشكيك في أصول وثوابت الدين ولزعزعة الإيمان في القلوب. 

 

وهذا الصِنف من البشر من أسوأ أصناف البشر إذ أنهم أهل كفر ونفاق وضلال وتضليل ومكر وخُبث وهم شِرار البشر وشياطين الأنس. ولخطورتهم على المجتمع الإسلامي حذر الحق عز وجل منهم وتوعدهم بعدما فضحهم سبحانه وتعالى في قرآنه  في كثير من آياته وأنزل سورة كاملة في حقهم سميت بوصفهم بسورة المنافقون. 

 

 

وكان مما وصفهم به الحق عز وجل أنهم أهل صدود وإعراض عن الحق وعن الله تعالى والرسول عليه الصلاة والسلام. حيث يقول تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ". 

 

ووصفهم أيضا سبحانه بأنهم أهل مكر وخداع وتضليل وأصحاب قلوب مريضة معتلة بالكفر والنفاق والكبر والجهالة، حيث يقول تبارك في علاه "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ". ويقول أيضا سبحانه "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ". 

 

هذا وقد أشار الله تعالى إليهم بأنهم أهل فساد وإفساد في الأرض حيث يقول جل جلاله "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ" ويقول عزوجل "الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ". 

 

ووصفهم سبحانه وتعالى بالكبر والتعالى والصلف والغرور والنظر إلى غيرهم من الناس بعين الدونية والنقص حيث يقول تعالى "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ۗ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰكِن لَّا يَعْلَمُونَ". 

 

 

هذا وقد توعدهم الحق عز وجل  بالعذاب الأليم ولعنهم وأحاطهم بدائرة السوء وجعلهم من المغضوب عليهم والملعونين. حيث يقول تعالى "وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ هِيَ حَسْبُهُمْ ۚ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ". ويقول أيضا سبحانه "وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا". 

الجريدة الرسمية