رئيس التحرير
عصام كامل

خال من الاستفزاز!

حديث المسئول للناس فن.. وأول قواعد هذا الفن هو أن يخلو هذا الحديث من الاستفزاز، خاصة إذا كان حديث المسئول يمس جيوب الناس ومستوى معيشتهم وصميم حياتهم، وكان هؤلاء الناس قد تعرضوا منذ فترة لمتاعب معيشية بسبب التضخم والغلاء!

 
فلن يسمع الناس من يقول لهم أننا نعيش في أفضل حال وأنهم يحسدوننا، أو أن الغلاء انقشع والتضخم زال، أو أن صندوق النقد الدولى ليس له مطالب منا تفاوضنا عليها عدة أشهر حتى توصلنا إلى اتفاق. 

 


ولن يستمع الناس لمن يقول لهم أنه تم اتخاذ قرارات اقتصادية مثل تحويل الدعم العيني إلى نقدى وعلى المشاركين في الحوار الوطنى البحث عن آليات التنفيذ، أو لمن يعتبر الحكومة هى الدولة، بينما الدولة، أى دولة وتكون من شعب وأرض وحكومة والبعض يضيف لها علما والبعض الآخر يضيف عملة! 


الناس تريد أن يحترم المسئولين عقولهم ويراعون مشاعرهم ويقدرون متاعبهم حتى يستمعوا له وينصتوا إليه ويتقبلوا كلامه.. ولذلك أتمنى على أى مسئول الآن أن يقرأ أولا تقارير الرأى العام التى تحدد ما يثير ضيق الناس ويجعلهم لا يستمعون لما يقال لهم.

 
نعم يجب أن يكون المسئول في تواصل مستمر مع عموم الناس، وأن يتحدث دائما بشكل مستمر معهم، لكن قبل الحديث يجب أن يعرف كيف يفكرون، وماذا يهمهم، وما الذى يخشونه، وما الذى ينتظرون سماعه منه..

وتقارير الرأى العام الذى تعكف أجهزة وهيئات متخصصة بها من الكوادر الفنية تتضمن كل ذلك وأكثر منه، بل أنها تتضمن أيضا ردود أفعال الناس المتوقعة على الأحاديث الرسمية والقرارات الحكومية.

 


وإذا كان من المفترض أن من يتولى مسئولية ما حكومية لم يمارس من قبل فن الحديث مع الناس فإن تقارير الرأى العام هى خير عون لهم في هذا الصدد، وعليه أن يستفيد منها قبل الحديث مع الناس ليضمن التفاعل معهم والتأثير فيهم، والأهم قبول كلامه والاقتناع به.

الجريدة الرسمية