هو فداني
في مرة طفل كان راكب على دراجة نارية مع باباه، ولكن مع الوقت ابتدى الأب يقول لابنه إمسك فيا أكتر، والطفل يمسك والأب يقول إمسك أكتر، والطفل يمسك، لحد ما مرة واحدة الموتسكل ده يدخل تحت مقطورة كبيرة ووقتها الأب بدل ما يمسك الدراع بتاع السواقة يمسك إبنه وياخد هو الخبط والجرح كله مكان الطفل الصغير.
والاتنين فضلوا في حضن بعض لحد ما راحوا المستشفى وهناك الطفل وصل فيه شوية خرابيش صغيرة، والأب كان واضح عليه الآلم من كتر الجروح اللي كانت فيه وفي كل حتة في جسمه، لكن مكانش بيفكر في وجعه قد ما بيفكر هل إبنه كويس ولا فيه حاجة؟، لدرجة أن كل اللي في المستشفى من دكاترة وممرضين كانوا مستغربينه ومستغربين تصرفه ده!
لكن هو كل اللي كان طالع عليه، خلوا بالكم من إبني، ومش مهم أنا، المهم هو يكون كويس، المهم هو يفضل بخير، ووسط كل صرخاته وألمه على إبنه مش نفسه، كان فيه حد بيشاهد اللي بيحصل ده وكان فاهم حقيقة مشاعر الأب الحقيقية دي ومقدرها فعلًا، مقدر خوف الأب واهتمامه بابنه طول الوقت وناسي آلمه قصاد آلم طفله.
لأن مشاعر الأب دي، هي المشاعر اللي نلاقيها بتتقال في الكتاب المقدس في وعد ربنا لينا في سفر إشعياء، لما نلاقي الكتاب بيقول: "لاَ تَخَفْ لأَنِّي فَدَيْتُكَ. دَعَوْتُكَ بِاسْمِكَ. أَنْتَ لِي. (إش 43: 1)"، أن باختصار ربنا مش هيسيبنا، ربنا معانا وقت المخاطر ووقت الآلم ووقت الحزن ووقت التعب، عشان يسند ويحمي ويعوض.
يا عزيزي لو فاكر وقت تعبك أو آلمك أنك لوحدك ده مش حقيقي، أنت مش لوحدك ولا عمرك هتكون لوحدك، أنت إبن ربنا، وربنا دايمًا عينه عليك وبيحميك من كل شر وشبه شر ممكن يحاول يؤذيك، أنت الغالي على قلبه، وأنت إبنه اللي فداك علشان يستحيل يسيبك تعيش بعيد عنه بسبب أي شر ممكن يفصلك عنه.
تابعني على قناة التليجرام: @PaulaWagih