رئيس التحرير
عصام كامل

أسماء سورة الشورى وفضائلها وما ورد بشأنها

 أسماء سورة الشوري
أسماء سورة الشوري وفضائلها وما ورد بشأنها

سورة «الشورى» هي السورة 42 في ترتيب المصحف، وسورة الشورى سورة مكيّة بالاتّفاق، وقد نزلت بعد سورة فُصّلت، وكان نزولها بعد حادثة الإسراء، وعدد آياتها ثلاثٌ وخمسون آية، وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة الشوري وفضائلها وما ورد بشأنها

 

 

 

 


 

أسماء سورة الشورى

واشتهرت تسميتها عند السلف (حم عسق)، وكذلك ترجمها البخاري في كتاب التفسير من "جامعه"، والترمذي في "جامعه"، وكذلك سميت في عدة من كتب التفسير، وكثير من المصاحف. وتسمى (سورة الشورى) بالألف واللام، وربما قالوا: (سورة شورى) بدون ألف ولام، حكاية للفظ القرآن {وأمرهم شورى بينهم} (الشورى:38). وتسمى (سورة عسق) بدون لفظ (حم) لقصد الاختصار.

 وقال ابن عاشور: "ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء في تسميتها".

ووجه تسميتها بـ (الشورى) تضمنها آية تصف المؤمنين أن أمرهم شورى بينهم، قال سبحانه: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} (الشورى:38).

سبب نزول سورة الشورى 

ورد في سبب نزول أول سورة الشورى -وهو قوله تعالى: حم * عسق * كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {الشورى:1-3}- أثر عن حذيفة بن اليمان رواه الطبري في تفسيره بإسناده: عن أرطأة بن المنذر، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال له -وعنده حذيفة بن اليمان-: أخبرني عن تفسير قول الله تعالى: "حم * عسق" قال: فأطرق، ثم أعرض عنه، ثم كرر الثالثة، فلم يجبه شيئًا، فقال له حذيفة: أنا أنبئك بها، قد عرفت لم كرهها، نزلت في رجل من أهل بيته، يقال له: عبد الإله، أو عبد الله، ينزل على نهر من أنهار المشرق، تبنى عليه مدينتان، يشق النهر بينهما، فأصبحت سوداء مظلمة، قد احترقت كأنها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت، فما هو إلا بياض يومها ذلك، حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم، ثم يخسف الله بها وبهم جميعًا، وذلك قول الله تعالى: حم * عسق، يعني عزيمة من الله، وفتنة، وقضاء، حم عين، يعني: عدلًا منه، سين يعني: سيكون، وقاف، يعني: واقع بهاتين المدينتين. انتهى. وهذا الأثر على فرض ثبوته عن حذيفة -وهذا بعيد-، فلا يصلح سببًا لنزول الآيتين؛ لأنه تفسير.

ولا يوجد حديث صحيح في سبب نزول هذه الآيات، ناهيك عن سبب نزول السورة جميعًا، والظاهر أنها نزلت ابتداء؛ لبيان ما نزلت به من العقائد، والأحكام.

وهناك أحداث ووقائع وأسباب لنزول بعض آيات سورة الشورى، وفيما يأتي بيان لتلك الآيات مع أسباب نزولها:

 قال الله -تعالى-: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) نزلت هذه الآية بعد أن ارتأى بعض الصحابة من الأنصار أن يقوموا بجمع الأموال لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فجمعوها وجاؤوا بها إلى النبي، وأخبروه أنّهم يرون أنه بحاجتها لسد الحقوق، وأنّها بمثابة الهدية لهم؛ لأنّه كان سببًا في هدايتهم. فنزلت هذه الآية لإخبارهم أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يبغي من دعوته جمع الأموال.

وفي رواية أخرى أنّ هذه الآية نزلت بعد ادّعاء المشركين أنّ محمّدًا -صلّى الله عليه وسلّم- يتقاضى الأجر والمال مقابل دعوته.

وقال الله -تعالى-: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ) نزلت هذه الآية في أهل الصُّفة الذين يتّصفون بالفقر الشديد لمّا رأوا الأموال والأملاك عند يهود بني النضير وبني قريظة، فتمنّوا أن يوسّع الله -تعالى- عليهم دنياهم وأن يغنيهم مثلهم، فنزلت الآية. 

كما قال الله -تعالى-: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ) نزلت الآية الكريمة بعد طلب اليهود من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يُكلّم الله -تعالى-، وأن ينظر إليه مباشرة، كما كلّم الله -تعالى- موسى -عليه السلام-، واشترطوا ذلك لإيمانهم، فأنزل الله الآية.

فضائل سورة الشورى

أنها من المئين التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزبور:

عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين... 

مقاصد سورة الشورى

* الإشارة إلى تحدي الطاعنين في أن القرآن وحي من الله بأن يأتوا بكلام مثله، فهذا التحدي لا تخلو عنه السور المـُفْتَتَحة بالحروف الهجائية المقطعة، وهذه السورة منهم؛ حيث تضمنت فاتحتها خمسة حروف مقطعة.

* بيان أن الوحي إلى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ما هو إلا كالوحي إلى الرسل من قبله؛ لينذر أهل مكة ومن حولها بيوم الحساب.

* بيان أن الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض لا تُعَارَض قدرتُه، ولا يُشك في حكمته، وقد خضعت له العوالم العليا ومن فيها، وهو فاطر المخلوقات؛ فهو يجتبي من يشاء لرسالته، فلا بِدْع أن يشرع للأمة المحمدية من الدين مثل ما شرع لمن قبله من الرسل، وما أرسل الله الرسل إلا من البشر يوحي إليهم، فلم يسبق أن أرسل ملائكة لمخاطبة عموم الناس مباشرة.

* بيان وحدة الرسالات الربانية في أصولها الاعتقادية، والأخلاقية، وفي أصول وقواعد المعاملات. ومطالبة الناس بأن يقيموا الدين، ولا يتفرقوا فيه.

* أن المشركين بالله لا حجة لهم إلا تقليد أئمة الكفر، الذين شرعوا لهم الإشراك، وألقوا إليهم الشبهات. والتحذير من اقتراب الساعة ويوم الجزاء، وما سيلقى المشركون يوم الحساب من العذاب، وقرن ذلك بالترغيب فيما سيلقاه المؤمنون من الكرامة، وأنهم لو تدبروا لعلموا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يأتي عن الله من تلقاء نفسه؛ لأن الله لا يقره على أن يقول عليه ما لم يقله.

* ذِكْر دلائل الوحدانية، وما هو من تلك الآيات نعمة على الناس، مثل دليل السير في البحر، وما أوتيه الناس من نِعَم الدنيا.

* تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله هو متولي جزاء المكذبين، وما على الرسول صلى الله عليه وسلم من حسابهم من شيء، فما عليه إلا الاستمرار على دعوتهم إلى الحق القويم.

* التنبيه على أنه صلى الله عليه وسلم لا يبتغي من وراء دعوته ونصحه إياهم جزاء ولا شكورًا، وإنما يبتغي هدايتهم إلى الحق المبين، ودلالتهم إلى الصراط المستقيم.

 

 

* بيان حكمة الله سبحانه في عدم بسط الرزق لعباده، وأنه هو الذي يهيئ للناس أسباب أرزاقهم، على وفق حكمته، وأن سبحانه هو وحده الذي يتولى أمور عباده، ويتدبر شؤونهم.

* التزهيد بمتاعات الحياة الدنيا وزخرفها، والترغيب بما عند الله في الآخرة من النعيم المقيم. وتوجيه الناس إلى الاستجابة لربهم، وتحذيرهم من يوم الدين الذي لا مرد له، ولا ملجأ فيه يلجأ إليه من لم يجب داعي الله، ويلزم هديه، ويعمل بشرعه.

* تذكير المشركين والمعرضين بنعم الله عليهم، وتحذيرهم من التسبب في قطعها بسوء أعمالهم، وتحريضهم على السعي في أسباب الفوز في الآخرة، والمبادرة إلى ذلك قبل فوات الأوان.

* التنويه بفوز المؤمنين المتوكلين، والتذكير بجلائل أعمالهم، وتجنبهم التعرض لغضب الله عليهم.

* التنبيه على آيات كثيرة من آيات انفراده تعالى بالخلق، والتصرف المقتضي انفراده بالإلهية؛ إبطالًا للشرك.

* ألمعت السورة إلى المعجزة الأمية؛ بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاءهم بهدي عظيم من الدين، وقد علموا أنه لم يكن ممن تصدى لذلك في سابق عمره، وذلك أكبر دليل على أن ما جاء به أمر قد أوحي إليه به، فعليهم أن يهتدوا بهديه، فمن اهتدى بهديه فقد وافق مراد الله.

* ختم السورة بكلمة جامعة تتضمن تفويض الأمور كلها إلى الله سبحانه، وانتظار حكمه فيما يمضيه من أمور، وهي كلمة (ألا إلى الله تصير الأمور) (الشورى:53).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية