المرأة المصرية وفلسطين

هذا كتاب مهم لأكثر من سبب.. أولا، لأنه بمثابة سجل تاريخى جامع ومصور للمؤتمر النسائى الشرقي الذى عقد في القاهرة في منتصف أكتوبر عام 1938 للدفاع عن فلسطين فى مواجهة الإمبريالية البريطانية، التى كانت تسعى لتمكين الحركة الصهيونية للاستيلاء على أراضى فلسطين..

وثانيا، لأنه سجل وثائقى حيث يتضمن أبحاث المؤتمر وخطبه وقراراته، وما سبق ولحق بهذا المؤتمر من جهود نساء الشرق العربى لإنقاذ فلسطين من المؤامرة البريطانية والصهيونية.. 

ثالثا، لانه يكشف أن قضية فلسطين كانت تستأثر بالاهتمام المصرى وتحتل مكانا بارزا في العقل والوجدان المصرى، للإدراك الفطرى بأن فلسطين هى بوابة مصر الشرقية، وكثير من الأخطار التى تعرضت لها مصر كانت تأتيها عبر هذه البوابة.. 

ورابعا، لأنه يكشف أن حركة تمكين المرأة المصرية بقيادة وزعامة السيدة الجليلة هدى شعراوى اهتمت بالتضامن مع الفلسطينيين، الذين كانو يخوضون نضالا ضد إستعمار إمبريالي يريد إخضاعهم وحركة صهيونية تريد الإستيلاء على أرضهم وطردهم منها، وعقد في القاهرة هذا المؤتمر النسائى الشرقي للدفاع عن فلسطين.

 
غير أن أهم سبب لأهمية هذا الكتاب الوثائقى هو توقيت صدوره.. فقد صدر في وقت يخوض فيه الفلسطينيين حربا ضارية للدفاع عما تبقى من أرضهم  وتمارس ضدهم وحشية بالغة ويتعرضون لجرائم إبادة جماعية وتجويع ممنهج وتهجير قسرى.. 

وكأن الكتاب جاء لينبهنا بأن أمريكا التى ورثت الدور الامبريالي القيادى البريطانى ومعها إسرائيل ينفذون فصلا جديدا ومعاصرا لتنفيذ مؤامرة القرن الماضى في تصفيية فلسطين وسيطرة الاسرائيليين عليها بالكامل.. 

وهذه الوحشية البالغة التى يمارسها الاسرائيليون ضد الفلسطينيين بالدعم الأمريكى العسكرى والاقتصادى والسياسى الآن مارستها عصابات اليهود بدعم من بريطانيا التى رعت هجرتهم إلى الأرض الفلسطينية.

 
لذلك تستحق من عكفت على إعداد وتحرير هذا الكتاب كل التحية.. فهى بذلت جهدا كبيرا حتى وأن كان الدافع إتجه للإفتتان بشخصية السيدة هدى شعراوى وحفيدتها المخلصة لتراث جدتها.. وهى قدمت كتابها بمقدمة صاغتها بحرفية بالغة ولغة سلسلة وأسلوبا جميلا يجد سبيله إلى القلوب مع العقول.. 

وهى بكتابها هذا أثبتت أنها باحثة بارعة وكاتبة كبيرة، ولا أعرف لماذا اكتفت بإسمها فقط على مقدمة الكتاب ولم يظهر على غلافه كمحررة له أو تولت إعداده. 
 

رصيف بايدن!

غضب أبو الغيط!

شكرًا جدا للإبنة العزيزة شيرين البنهاوى إبنة الزميلة الغالية سعاد شلبى على كتابك هذا المتميز ونحن في انتظار كتابك الجديد يا زميلة.