رصيف بايدن!
بينما تستمر إسرائيل في إحتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني ويستمر في إغلاقه أعلنت واشنطن عن بدء تشغيل رصيف بإيدن في شمال القطاع ودخول أول شاحنة بالمساعدات له.. ولعل تلك المفارقة تكشف الهدف الامريكى من إنشاء هذا الرصيف البحرى ليكون منفذا للمساعدات الإغاثية لأهل غزة عوضا عن المعابر البرية الستة المغلقة وكان أخرها معبر رفح مع إقتحام مدينة رفح الفلسطينية.
إن البعض يرى في تحمس الأمريكان لإنشاء هذا الرصيف يأتى لرغبتهم في أن تكون لهم قاعدة عسكرية جديدة بالمنطقة، لكن واشنطن ليست في حاجة لإقامةَ قاعدة عسكرية جديدة في وجود أساطيلها في المنطقة، فضلا عن أن بعض قواعدها العسكرية بالمنطقة صارت أهداف في العراق وسوريا.
ولعل الهدف الحقيقى من إنشاء هذا الرصيف البحرى هو تخفيف الضغط على إسرائيل لإغلاقها المعابر البرية الأخرى، ورفض مصر التعاون مع قوات الإحتلال الاسرائيلية في تشغيل معبر رفح والإصرار على إنسحاب القوات الاسرائيلية من منطقة ومحيط المعبر..
ويقترن بذلك أيضا تخفيف الضغوط الداخلية على الإدارة الامريكية ذاتها التى تساهم في حصار وتجويع أهالى غزة الذين تقول التقارير الأخيرة أنهم يلجأون الآن إلى تناول النفايات لعدم توفر الغذاء في كل أرجاء القطاع بعد اقتحام شرق رفح واحتلال معبر رفح من الجانب الفلسطيني.. وهذا يفسر المبالغات الامريكية في عدد الشاحنات التى تعبر يوميا إلى القطاع عبر هذا الرصيف المؤقت.
ويعزز ذلك أن واشنطن سارعت إلى تشغيل هذا الرصيف قبل أن تستقر إلى المقاول الاسرائيلى الذى سوف يشرف على إدارة وتشغيله فضلا عن تأمينه وحمايته، خاصة وأن واشنطن رفضت أن تتولى بنفسها وبجهودها هذه المهام.. وهذا يعزز أيضا استبعاد أن الرصيف نواة قاعدة عسكرية جديدة لأمريكا في المنطقة.
هذا الرصيف أنشأته أمريكا في حقيقة الأمر لمساعدة إسرائيل وإتاحة الفرصة لها لإغلاق معابر القطاع الستة لأطول فترة ممكنة ومن بينها معبر رفح.. إنه يبدو أنه أقيم لمساعدة الفلسطنيين وتقديم المساعدات الإغاثية لهم بينما الحقيقة أنه أقيم لإستمرار حصار قطاع غزة حتى تكمل قوات الإحتلال الاسرائيلية من تنفيذ مهامها في تخريب وتدمير ما تبقى من القطاع والتخلص من أهله، سواء بالقتل أو الموت جوعا أو الهجرة القسرية التى يسمونها اختيارية!