غضب أبو الغيط!
وقف أمس في المنامة زميل صحفي ليسأل الأمين العام للجامعة العربية خلال المؤتمر الصحفي الختامي للقمة العربية، فاستهل حديثه بملاحظة له مؤداها أنه لم يرَ طوال سنوات عديدة أبو الغيط غاضبا بشدة..
هنا لم يمهله الأمين العام ليكمل طرح أسئلته وقاطعه ليقول وكيف لا أغضب وأنا أرى حربا وحشية يشنها الإسرائيليون ضد أهل غزة وتمارس فيها علنا جرائم الإبادة الجماعية، التي أسفرت عن 35 ألف شهيد خلال سبعة أشهر، وأكثر من سبعين ألف جريح، وتدمير ثلاثة أرباع مبانى ومنشآت القطاع، تجويع كل من يعيشون على أرضه بمنع المساعدات الإغاثية عنهم..
وبالطبع أبو الغيط محق تماما في غضبه.. فهذا الغضب يشاركه فيه الأغلبية الساحقة من العرب الذين يستفزهم بشدة ما يقوم به الإسرائيليون من جرائم بشعة ضد أهلنا في غزة.
لكن ما يزيد هذا الغضب لدى العرب هو أنه لم يفرض نفسه على قرارات القمة العربية وبيانها الختامي.. أو بلغة دبلوماسية لم تترجم هذه القرارات حالة الغضب العربي مما يحدث في غزة، أو لم تتضمن ما يوقف تلك الحرب الوحشية وينهي جرائم الإبادة الجماعية، ويعيد فتح المعابر أمام تدفق المساعدات الإغاثية المحروم منها أهل غزة الآن منذ اقتحام رفح والسيطرة على معبرها من الجانب الفلسطيني.
نعم تضمنت قرارات وبيان القمة إجماعا عربيا على وقف الحرب وفتح المعابر وإنهاء حصار غزةَ وإعادة تعميرها، والبدء فورا في تنفيذ حل الدولتين بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وغزة وعاصمتها القدس الشرقية، لمن كان العرب الغاضبين ينتظرون ما يشفي غليلهم، خاصة ما يتعلق باستخدام ما في حوزتهم من أسلحة كافية لتغيير الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل في هذه الحرب الوحشية ودفع أمريكا لممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل حتى توقف جرائم الإبادةَ ضد أهل غزة.