حسام حسن المثير للجدل والقلق!
تصريحات حسام حسن، عن عدم وجود أي لاعب في الدوري يستحق الانضمام لمنتخب مصر أثارت جدلًا وانتقادًا وانقسامًا في الوسط الكروى؛ فالبعض يراها غير موفقة خصوصًا في توقيت يستعد فيه منتخبنا لخوض مباراتين مهمتين أمام غينيا بيساو وبوركينا فاسو في تصفيات كأس العالم..
ما قد يثير إحباط اللاعبين ويهز ثقتهم بأنفسهم وهو أمرٌ لا يصح أن يصدر عن القائد -أي قائد- أثناء الاستعداد لمعركة فاصلة، حتى ولو كانت حظوظ المنافسين أقل من حظوظنا؛ فكرة القدم لا تعترف بمثل هذا الكلام ولا تعرف المستحيل..
وكان الأولى بحسام حسن المدير الفني لمنتخبنا أن يركز داخل المستطيل الأخضر، ويبذل أقصى ما يستطيع لتطوير أداء اللاعبين ورفع لياقتهم البدنية والذهنية، ومن قبلها رفع روحهم المعنوية بما عرف عنه من حماسة وإصرار على النجاح، وأن يرضى بالقماشة المتاحة حتى لو لم تكن بالمواصفات المطلوبة من وجهة نظره..
فقد قبل المهمة وهو يعلم بهذا الوضع عن كثب، بحسبانه كان لاعبًا محليًا ثم مديرًا فنيًا جاء من الدورى المصري وتولى تدريب فرق عديدة فيه، ويعلم تفاصيل التفاصيل وعلى دراية بكل العيوب.. فإذا كان ساخطًا على هذه المعطيات الموجودة فلماذا قبل المهمة من الأساس..
ثم أليس مثل تلك العناصر وتلك المنظومة هي التي حققت ثلاث بطولات قارية مع المعلم حسن شحاته، كما حققت مع سلفه العظيم محمود الجوهرى بطولة أفريقيا 1986 ثم الوصول لنهائيات كأس العالم1990..
وكان الأولى ب حسام حسن أن يفسر لنا أسباب تراجع مستوى اللاعبين، بل وأسباب تخلف المنظومة الكروية والرياضية وأن يجتهد في وضع حلول ناجحة بدلًا من اختزال هذا التردى في اللاعبين وحدهم؟!
إختيار غير مناسب
هناك من يرى تصريحات حسام حسن واقعية لكنها غير موفقة في توقيتها، ناصحًا إياه بضرورة الحفاظ على روح لاعبيه، وإعطائهم طاقة إيجابية، وتشجيعهم للوصول للمطلوب؛ فالمرحلة القادمة خطيرة وحاسمة ومجموعة مصر في تصفيات كأس العالم ليست سهلة.
وفي رأيي أن نجاح المنتخب يتوقف على مدى قدرة المدير الفني على انتقاء اللاعبين واختيارهم بشكل جيد، ورفع مستواهم وتطوير قدراتهم قدر المستطاع، ومنحهم الأمل لا تصدير الإحباط بالتقليل من قدراتهم.
وكنت أتمنى أن يضع حسام حسن يده على الأسباب الحقيقية لضعف مستوى اللاعبين، وأن يتحلى بالشجاعة والموضوعية في تشخيص آفات تلك المنظومة التي تعج بقصور كبير في كل مكوناتها؛ وهو قصور تُسأل عنه وزارة الشباب والرياضة ووزيرها الذي توقعنا منه أن يبادر باتخاذ إجراءات أكثر إصلاحية وتنظيمًا منذ توليه الوزارة، لتعود مصر لدورها الرياضى عربيًا وأفريقيًا..
فلا أحد يرضى بأداء اتحاد الكرة ولا قضاة الملاعب ولا أداء لجنة المسابقات ولا الإعلام الرياضى الذي يجنح بعضه إلى المجاملات وإشعال نار التعصب بين جماهير الأندية.. فماذا ينتظر وزير الشباب للتدخل لإصلاح منظومة مهترئة، كان نتاجها أنه ليس هناك لاعب واحد محلي- من وجهة نظر حسام حسن- يصلح لتمثيل منتخبنا في المحافل الدولية؟!
والسؤال: متى يكف حسام حسن عن إثارة الجدل والإحباط، تارة بما يجرى تسريبه من خلافات مفتعلة مع محمد صلاح أفضل لاعبينا المحترفين بالخارج.. وتارة أخرى باتهام اللاعبين المحليين بعدم الأهلية للعب في المنتخب.. فهل هذه هي المهمة التي جاء حسام حسن لأدائها مع فريقنا القومى؟!
ومتى يتدخل وزير الشباب والرياضة لإبطال مفعول قنابل الدخان والفتنة قبل أن تفسد الأجواء الرياضية، وتخرج اللاعبين عن تركيزهم وتفقدهم الحماس والدافع.. فهل رأيتم لاعبًا محبطًا يؤدى بروح داخل الملاعب؟! صدقوني حسام حسن لم يكن الاختيار المناسب أبدا ليقود فريقنا القومي في هذه المرحلة.. وإن غدًا لناظره قريب!