إشادة بعد الهجوم!
عندما خفضت الوكالات الدولية للتصنيف الائتمانى تصنيف اقتصادنا انبرى اعلامنا ليفند تقديراتها ويقلل من شأن هذه التقديرات ويشكك فيها، وأنه يحكمها الهوى السياسى.. أما عندما غيرت هذه الوكالات تقديراتها لصالح اقتصادنا وحسنت من تقديراتها الخاصة به فقد خرج علينا إعلامنا ليشيد بهذه الوكالات، معتبرا أن ما شهدت به هو شهادة على نجاحنا اقتصاديا، ونجاح خطتنا للإصلاح الاقتصادى!
وهذا أحد الأسباب التى تضعف مصداقيتنا الإعلامية لدى المواطنين.. فكيف يصدقون ما يقوله الإعلام ومواقفه متغيرة على هذا النحو حسب ما يقتضيه الحال؟! فما يهاجمه أمس يمتدحه اليوم ويعتبر ما يقوله من قبيل شهادة نجاح لنا ولاقتصادنا! وإذا تغير موقف تلك الهيئات في الغد سوف يتغير موقفنا الإعلامى منها بالطبع!
وما ينطبق على وكالات التصنيف الائتمانى تكرر مع صندوق النقد الدولى أيضا.. عندما حدثت خلافات معه خاصة حول تعويم الجنيه العام الماضى لم يتوقف إعلامنا عن الهجوم عليه، أما عندما توصلنا إلى إتفاق معه لم يكف إعلامنا عن إعتبار هذا إنجاز عظيم لآنه يعتبر شهادة دولية مهمة بأن اقتصادنا يسير في الطريق السليم تنفعنا في التعامل على الساحة الدولية!
وذات الشىء حدث أيضا ونحن نتناول أخبار تطورات اقتصاديات دول أخرى.. لقد ظل إعلامنا يتحدث عن عملة إحدى دول المنطقة وقتا وكأنها هوت إلى الهاوية أو تعرضت للإنهيار رغم أن قيمةَ عملتها تجاه الدولار أعلى من قيمة الجنيه تجاه الدولار.. وكل ذلك يمكن لإعلامنا تجنبه لو إلتزم بالمهنية وهو يتناول أخبارنا وأخبار غيرنا بالطبع.