من اختشوا ماتوا!
حينما خرج الرئيس الأمريكى بايدن أمس ليبرر فض احتجاجات طلاب الجامعة على حرب غزة الوحشية بالقوة كان ينقصه أن يقول إنه مع حرية الرأى والتعبير باستثناء التعبير عن حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال!
فهو بعد أن أكد التزامه بحرية الرأى التى ينص عليها الدستور الأمريكى اعتبر أن الدفاع عن حق الفلسطينيين في الاستقلال مثل كل شعوب العالم هو دعوة للكراهية ومعاداة للسامية يتعين عليه مواجهتها والتصدى لها، ومحاسبة من يتورط في ممارستها كما فعل طلاب الجامعات في بلاده!
لقد اعتبر بايدن المطالبة بوقف حرب الإبادة الوحشية التى يشنها الإسرائيليون منذ سبعة أشهر ضد أهل غزة هو من قبيل بث الكراهية يتعين مواجهته بالقوة، وليس تعاطفا مع شعب يتعرض للإعتداء البشع الذى سقط خلاله نحو 35 ألف شهيد وقرابة 80 ألف جريح، ودمر ثلثى مبانى قطاع غزة وتشريد نصف سكان القطاع.
كما اعتبر بايدن مطالبات إدارته بوقف تزويد إسرائيل بالمال والسلاح هو من قبيل معاداة السامية يجب محاسبة شباب الجامعات الذين طالبوا به وعقابهم بالاعتقال والحبس والفصل من جامعاتهم التى يدرسون فيها، والتى اعتصموا داخلها للاحتجاج سلميا على ذلك الدعم الذى منحته إداراته لإسرائيل فى حربها الوحشية ضد أهل غزة.
وهكذا لم ينقص بايدن وهو يبرر استخدام الشرطة العنف في فض احتجاجات طلاب الجامعات على الدعم الامريكى لحرب الإبادة الجماعية ضد أهل غزة سوى أن يقول إن الدستور الأمريكى لا يبيح حرية الرأى والتعبير لمن يريد ممارسة هذه الحرية ضد الوحشية الاسرائيلية أو من أجل إنقاذ الفلسطينيين من هذه الوحشة.. صحيح كما يقول المصريين من اختشوا ماتوا! ونضيف وشبعوا موتا!