رؤية القيامة المقدسة
كان لا بد أن يقوم المسيح لأنه هو القيامة والحق والحياة فيه كانت الحياة والذي فيه الحياة لا يمكن أن يبقى ميتًا بل قال لمرثا "أنا هو القيامة والحياة.. من آمن بي ولو مات فسيحيا". كان لا بد أن يقوم السيد المسيح ليكون الباكورة ويقول القديس بولس الرسول: "الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين".
كان لابد أن يقوم السيد المسيح لأن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين.. وتعبر عن ذلك الكنيسة في القداس الإلهي في صلاة القسمة "وانفصلت نفسه من جسده.. إذ لاهوته لم ينفصل قط لا من نفسه ولا من جسده".
كان لا بد أن يقوم لكى يؤسس الحياة المسيحية ولكى يمكث مع التلاميذ أربعين يومًا يحدثهم عن الأمور المتخصة بملكوت الله، ويضع لهم قواعد الإيمان ويعطيهم سلطان الروح القدس، وهو ينفخ في وجوههم قائلًا "أقبلوا الروح القدس.. من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم أمسكت"..
ثم يعدهم بحلول الروح القدس عليهم لكي ينالوا قوة ويكونوا له شهودًا في أورشليم وكل اليهودية وإلى أقصى الأرض.. ثم بعد ذلك يعهد إليهم بالكرازة قائلًا: اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الأب والإبن والروح القدس.. وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به.. وها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر.
المسيح قام.. بالحقيقة قام.