أنا والآراء المخالفة!
رغم أنى لا أكتب وأقول إلا ما أنا مقتنع به إلا أننى لا أصادر حق أحد في أن يختلف معي أو يرفض ما أكتب وأقول.. بالطبع أنا أسعد بأن ينال ما أكتبه وأقوله قبولا من الآخرين وتفهما منهم، ولكنني لا يزعجني الاختلاف معي في الرأي، لأننى مقتنع بأن الله خلقنا مختلفين ومنوعين في أمور كثيرة من بينها المواقف والرؤى والآراء، فنحن لسنا نسخا بشرية واحدة أو متطابقة.. بل إنني صرت مع التقدم في السن أكثر إنصاتا للآراء الأخرى المخالفة لما أعتقد أو أقتنع، ولعل هذه هي إحدى سَنَن الحياة.
صحيح ثمة ثوابت لدى لا تقبل المراجعة منها مصلحة الوطن وأهله وشعبه.. وصحيح أننى أدافع بقوة عما أعتقده صوابا فيما أكتب وأقول، لكننى تعلمت من خبرات السنين أن أستمع للآراء المخالفة لرأيي ولا أغلق أذنى عنها لأننى قد أجد فيها ما ينفع في تنقيح آرائي!
لذلك عندما أكتب فكرة أو رأي أو اقتراح أو عن شخصية ما أقبل الآراء المخالفة لرأيي.. فهذا حق الآخرين في الإختلاف معى، وحقى في الإستفادة فيما يقولون.. لآن ما يقولون قد يجعلنى أتمسك بما كتبته وقلته أو يحثني على تعديل ما أقول، وفي الحالتين. أنا الكسبان، ومعى كل الذين يجدون فيما أكتب شيئا مفيدا أو يستحق القراءة والاستماع له.
وللعلم في المواقف الحاسمة في حياتي الصحفية والمهنية استمعت جيدا وأنصت لكل ما قيل لي ولكننى لأننى كنت مقتنعا بمواقفى تمسكت بها.. حدث ذلك عندما استقلت من جريدة حزب العمل الذى تخلى عن صفة الاشتراكى وتحالف مع الإخوان.. وعندما إستقلت من روزا اليوسف بعد التضييق على ومنع نشر مقالاتى وإنتقلت إلى دار الهلال..
وأيضًا عندما استقلت من رئاسة دار الهلال استقالة مسببة ومكتوبة، وكذلك عندما اعتذرت عن عضوية الهيئة الوطنية للصحافة، لأننى لم أجد لي دورا فاعلا فيها، ومع ذلك لن أتوقف عن الإنصات لكل رأي مخالف لما أكتب أو أقول.