ماذا سنفعل بأموال رأس الحكمة؟!
أيام وسوف تتسلم الحكومة الدفعة الثانية من أموال مشروع رأس الحكمة والتي تبلغ 14 مليار دولار، فماذا نحن فاعلون بهذا المبلغ الذي يفوق القسط الأول؟!
معروف بالطبع أن هناك التزامات علينا الوفاء بها منها أقساط وفوائد ديون خارجية، استحق سدادها علينا، ومنها احتياجاتنا من الخارج، سواء كانت سلعا أو مستلزمات إنتاج.. ومعروف أيضا أننا نحتاج لزيادة احتياطاتنا من النقد الأجنبي لدى البنك المركزي طبقا لما اتفقنا عليه مع صندوق النقد الدولي..
وبالطبع فإننا سوف نستخدم أموال مشروع رأس الحكمة في الوفاء بهذه الالتزامات.. والمهم أن ننفق هذه الأموال بأكبر قدر من الحكمة لأنه لا تلوح في الأفق أموال بذات القدر سوف نحصل عليها قريبا.
لقد استخدمنا نحو نصف الدفعة الأولى من أموال المشروع في الحصول على احتياجاتنا الأساسية من الواردات والإفراج عن السلع التي كانت محجوزة في الجمارك لتحريك الاقتصاد، وكذلك مساندة تعويم الجنيه، فضلا عن زيادة احتياطاتنا من النقد الأجنبي لدى البنك المركزي بنحو خمسة مليارات دولار.
ويتعين أن نمضي بذات الحرص في إنفاق الدفعة الثانية من أموال المشروع.. أي يتعين أن نرشد إنفاقنا من النقد الأجنبي، وكأننا كما قال رئيس الحكومة لم نحصل على أي أموال من هذا المشروع..
وهذا يقتضي كما قلنا من قبل تخفيض وارداتنا من الخارج، وترشيد اقتراضنا أيضا من الخارج،
ويتعين علينا ألا ننسى أن مواردنا من النقد الأجنبي تعرضت من قبل للانخفاض بتراجع تحويلات العاملين بالخارج، وإذا كنّا نأمل أن تستعيد مستواها الكبير مستقبلا فإن إيرادات قناة السويس انخفضت بسبب اضطراب الملاحة في البحر الأحمر.