منى الشاذلي
المهنية هي جوهر الإعلام.. افتقادها أو نقصها يضر به، وامتلاكها يحقق له النجاح والتأثير.. والاعتصام بالمهنية سبيل الإعلامي للتألق والفوز بالمصداقية لدى الناس، ويحميه من ارتكاب الأخطاء.. وإذا كانت حرية الكلمة مهمة لانتعاش الإعلام فإن المهنية مهمة بنفس القدر لازدهاره..
إن حرية الكلمة والمهنية هما أشبه بجناحي الطائر، بدونهما لا يتمكن من الطيران والتحليق في السماء. والإعلامي الذي يحظى بالمهنية ويتمسك بها هو الذى يحافظ وهو يمارس حرية الكلمة بآداب المهنة ومواثيق الشرف الصحفي والإعلامي.
ولو أردنا اختيار نموذج للإعلامي المهني الحقيقي لن نتردد في اختيار منى الشاذلي.. فإن مسيرتها الإعلامية على الشاشة الصغيرة ترجح كفتها فورا.. فهي طوال هذه المسيرة الطويلة والمتنوعة ظلت دوما تتمسك بالمهنية وتحافظ عليها..
حدث ذلك وهي تقدم برامج توك شو تتناول أحداثا وقضايا سياسية كان ذروتها انتفاضة يناير 2011، وحدث ذلك وهي تقدم أخيرا برنامجا للمنوعات حرصت فيه على تقديم نماذج طيبة إيجابية من أهل بلدنا تعيد الثقة لنا في أننا قادرون على اجتياز الصعاب التي تواجهنا والتغلب على التحديات التي تعترض طريقنا للتقدم.
وبحق لو كنّا نبغى إعلاما قويا ومؤثرا ويحظى بثقة الرأي العام علينا أن نختار إعلاميين يشبهون منى الشاذلي في مهنيتها وحرصها الدائم والمستمر على التمسك بهذه المهنية.. فإن الإعلاميين الذين يتمسكون بالمهنية لا يحققون النجاح لأنفسهم فقط وإنما هم يمنحون الإعلام كله القدرة على التأثير في الناس.. أما الإعلاميين الذين يفتقدون المهنية فإنهم يحرمون الإعلام كله من التأثير في الرأي العام، وهو أمر بالقطع لا نريده ولا نبتغيه، بل ونشكو منه الآن.
نحن لا نحتاج منى الشاذلي وحدها، وإنما نحتاج للعديد ممن يشبهوننا في مهنيتها والاعتصام بها حتى يظفر إعلامنا بالمصداقية لدى الرأي العام والتأثير فيه.. إن هذا هو سبيل النجاح للإعلام والإعلاميين.