لغز عملية أصفهان!
كل العالم يتحدث عن العملية الإسرائيلية في أصفهان إلا إسرائيل التى قامت بالعملية وإيران التى حدثت على أرضها العملية.. الأولى التزمت الصمت الرسمى وطالبت حكومتها دبلوماسييها في العالم عدم الحديث عما أسمته انفجارات أصفهان.. والثانية قالت إن العملية داخلية وليست خارجية!
أما أمريكا فقد نفت علمها بأية عملية قامت بها إسرائيل ضد إيران ردا على الهجمة الإيرانية لها!
وليس مفاجئا هذا الصمت الإسرائيلى وهذا الإنكار الإيرانى.. لأن إسرائيل انصاعت للضغوط الأمريكية والغربية..
فهى قامت بعملية لم تلحق بإيران خسائر، ولم تعترف بقيامها بهذه العملية حرصا على عدم استفزاز إيران وحتى لا تسارع بالرد بضربة جديدة لها.. أما إيران فهى بانكارها تلقى ضربة إسرائيلية تعفى نفسها من الرد عليها لأنها حريصة على عدم التصعيد والانزلاق إلى حرب مباشرة!
غير أن هذا الصمت الإسرائيلى لم يخف ما استهدفته إسرائيل منها وهو أنها قادرة على تهديد أصفهان مقر المشروع النووى الإيرانى، وبذلك تبتعد قدرتها على الردع التى إعتراها الضعف حينما كشفت الضربة الإيرانية أنها غير قادرة على الدفاع عن نفسها بمفردها، وأنها كانت في حاجة لأمريكا وبريطانيا وفرنسا لتدافع عنها.
أما الإنكار الإيرانى فهو لم يخف أن إيران تبغى الانتقام من إسرائيل، وأنها سوف تعود لتوجيه ضرباتها لإسرائيل بشكل غير مباشر أو بأيدى حلفاءها في المنطقة كما كان الأمر سائدا قبل قيام إسرائيل باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق وهو ما إضطر إيران لتوجيه ضربتها المباشرة لإسرائيل..
أما أمريكا فقد حققت ما تصبو إليه.. فهى هددت إيران بأقل الإمكانيات ودون المخاطرة بتوسيع حرب غزة لتشمل المنطقة كلها في عام تنشغل فيه بانتخابات رئاسية مهمة.. وبذلك لم تعد عملية أصفهان لغزا أو حتى فزورة!