قوى وذكى!
حرصت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون فور انتهاء الضربة الإيرانية لإسرائيل أن تعلن رفضها لقيام إسرائيل بالرد على هذه الضربةَ، ولكن بمرور الوقت وإزاء إصرار إسرائيل على الرد سحبت أمريكا وحلفاؤها رفضهم على هذا الرد الإسرائيلى، إلا أنهم طالبوا إسرائيل بدراسة الرد قبل القيام به، وأن يكون قويا وذكيا، كما قال ديفيد كاميرون!
قوى حتى تقول إسرائيل للداخل والخارج إنها قادرة على أن توجع طهران حتى لا تبدو ضعيفة غير قادرة على الدفاع عن نفسها، كما ظهر في الضربة الإيرانية لها، حيث تولت أمريكا وبريطانيا وفرنسا إحباط عدد كبير من الصواريخ والمسيرات قبل وصولها للأراضى الاسرائيلية.. وذكية أى يكون في مقدور طهران تحملها ولا تدفعها إلى الرد عليها بضربة أخرى، وهو ما قد يؤدى إلى إشعال المنطقة بكاملها.
غير أن طهران سارعت بإعلان أنها سوف ترد على إسرائيل إذا ما أقدمت على القيام بأى عمل عدائى ضدها، بغض النظر عما إذا كان هذا العمل كبيرا أو محدودا، وقالت أن الرد الإيرانى لن يتأخر أياما وإنما سوف يحدث فور أى عمل عسكرى إسرائيلى يستهدف إيران داخلها أو خارجها.. أى أن طهران لن تلتزم الصمت إزاء أى هجوم تتعرض له حتى خارج أراضيها، وهى سبق أن هاجمت إسرائيل ردا على إستهداف قنصليتها في دمشق.
وبهذا المعنى فلا جدوى من أن يتسم الرد الإسرائيلى بالذكاء أو يتسم بالغباء، فالذكاء لن يمنع الإيرانيين من الرد لأننا إزاء صراع استراتيجى بين إيران وإسرائيل سوف يسفر عمن له اليد العليا استراتيجيا بين الدولتين في المنطقة.. كما أن إسرائيل خسرت استراتيجيا بسبب الضربة الايرانية التى تلقتها لأنها بدت أنها لا تقدر على حماية نفسها بمفردها وإحتاجت لأمريكا وبريطانيا وفرنسا. ولذلك تفكر إسرائيل في ضربة قوية ولا تكترث بأن تكون ذكية!