العالم نسى المأساة!
بعد الرد الإيرانى على استهداف إسرائيل قنصليتها في دمشق، ونحن في انتظار الرد الإسرائيلى على الضربة الإيرانية التى قال الإسرائيليون إنه تم إحباطها، نسى العالم ما ترتكبه القوات الاسرائيلية من مجازر في غزة، وتوقف الترقب لهدنة في حرب الابادة الاسرائيلية ضد أهلها..
فإن التصعيد الإيرانى الاسرائيلى طغى على أصل المشكلة وهو العدوان الاسرائيلى البشع على أهل غزة، وبدلا من أن يطالب العالم إسرائيل بانهاء هذا العدوان فإنه بات يطالبها الآن بعدم الرد على الهجوم الإيرانى.. وهذا بعض ما كان يريده نتنياهو!
فهو يريد استمرار الحرب ضد أهل غزة وإحتواء الضغوط العالمية التى تستهدف وقفها، ويرتب كما أعلن لإقتحام رفح الفلسطينية، ويسعى لافشال محادثات الهدنة المستمرة منذ عدة أشهر، وقد تحقق له بعض ما أراده وما سعى إليه..
فالاهتمام العالمى الآن إنحرف بعيدا عن مأساة أهل غزة وذهب إلى التصعيد الاسرائيلى الإيرانى.. وصار الحديث العالمى الأن تستأثر به الضربة الإيرانية لإسرائيل وتقييمها ومدى ما حققته وهل هو نجاح أو إخفاق، ورغبة الاسرائيليين التى لا يشاركهم فيها الامريكان في الرد على هذه الضربة.
أما الحديث عن وقف حرب الإبادة ضد أهل غزة ووقف المجازر التى يرتكبها الاسرائيليون ضدهم فقد خفت، مثلما توارت التحذيرات العالمية للاسرائيليين من إقتحام رفح الفلسطينية الذى خططوا له ويصرون عليه..
كما خفت أيضا حديث المجاعة التى يتعرض لها أهل غزة واستهداف الاسرائيليين لمنظمات الإغاثة والعاملين فيها، وتعطيل وصول المساعدات الغذائية والطبية لأهل غزة المشردين داخل القطاع بعد أن دمرت القوات الاسرائيلية منازلهم وفرضت عليهم نزوحا إجباريا وقسريا من مناطق إقامتهم فى شمال القطاع ووسطه!
وكل ذلك حدث بعد الهجوم الإيرانى بالصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل الذى تصدت له مع حلفاءها الامريكان والاوروبيين، قبل أن يبلغ الأراضى الإسرائيلية!