أسئلة على هامش التصعيد بين تل أبيب وطهران!
الإعلام والسوشيال ميديا انصرف عما يحدث في غزة إلى ما يحدث من تجاذبات بين إيران وإسرائيل وحجم رد طهران على ضرب قنصليتها في سوريا بأيدى تل أبيب.. فهل المنطقة مقدمة على حرب واسعة النطاق كانت تتحاشاها واشنطن وتحذر منها طرفي الصراع.. أم أن ما يجرى حيلة شيطانية أريد بها إلهاء العالم عما يُفعل بأهل غرة التى تكسب كل يوم تعاطفا عالميًا يزداد يومًا بعد يوم مع صمودها في وجه البربرية الوحشية لقوات الاحتلال؟!
هل ما يجرى أضر بالقضية الفلسطينية التي خرجت للنور من جديد على وقع الجرائم الإسرائيلية الوحشية في غزة، والتي قلبت الموازين في العالم كله ولا تزال تبشر بتغيرات زلزالية في عالم السياسة لعل أولى بشائرها ما شهدته تركيا بسقوط حزب أردوغان في الانتخابات المحلية، على خلفية موقفه المتذبذب تجاه غزة؟!
رأيى أن أكثر المستفيدين مما يجرى بين تل أبيب وطهران هو نتنياهو الذي أوشك على السقوط المدوى.. لكن لو أن إسرائيل أيقنت من البداية أن إيران سترد -ردًَّا حقيقيًا- أو ستقصف قصفا مؤثرا لما أمعنت في القصف والتقتيل في الضفة وغزة أمس واليوم ولحشدت كل قواتها للتصدي للهجوم الإيراني الذي جاء أخيرًا بصورة مكثفة نشرت القلق والفزع بين الإسرائيليين!
الرد الإيرانى وطوفان الأقصي
ورغم أن الضربة الإيرانية للكيان المحتل فإن البعض يراها وكأنها صرفت الأنظار- بقصد أو دون قصد- عن جرائم إسرائيل في فلسطين واختطفت الأضواء وشتت تركيز الأمة عن خطايا الاحتلال وأفسحت المجال لنتنياهو ليهرب للأمام كما كان يريد؛ ليُمعِنَ في جرائمه التي باتت بلا سقف ولا رادع، بعد أن دخل قطيع المستوطنين على خط الأزمة بتكثيف الاعتداء على الفلسطينيين في الضفة الغربية بمباركة وحماية جيش الاحتلال!
ربما نكتشف عاجلًا أو آجلًا أن ضربات طهران لإسرائيل أضرَّت بمعركة طوفان الأقصى في هذه المرحلة الحرجة -عن قصد أو غير قصد- وأعادت اصطفاف العالم وخاصة الغرب خلف تل أبيب بعد أن كاد نتنياهو يفتقد التأييد الرسمي والتعاطف الشعبي الغربي..
وربما نكتشف أيضًا أن ما يجرى هو حيلة إسرائيلية أمريكية ماكرة لاستعادة ماء الوجه وصد طوفان الغضب الشعبي الجارف ضد ما يحدث في غزة من جرائم نتنياهو ويمينه المتطرف، الذي انكشفت فظائعه للعالم أجمع، فانتفض في مظاهرات حاشدة جابت عواصم الغرب رافضة جرائم إسرائيل التي سقطت مظلوميتها التاريخية التي تباكت عليها عقودًا وعقودًا حتى بدأت تفقد كثيرًا من الدعم الغربي الشعبي والرسمى بعد عقود من التعاطف والتأييد، لدرجة أن دولا غربية بدأت تتحدث عن ضرورة الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة!
ما يحدث من ضربات إيرانية ربما تعرف أمريكا حجمها ومداها، لاشك أنه يستنزف إسرائيل التي باتت منهكة بعد خوضها أطول حرب في تاريخها والتي دخلت شهرها السابع، ويسحب بالقدر ذاته الاهتمام الإعلامى العالمي عما يحدث في غزة من جرائم حرب، ويعيد اصطفاف الغرب وفى القلب منه أمريكا وبريطانيا وراء نتنياهو الذي ربما تكون المواجهة المباشرة مع طهران طوق نجاة له وإنقاذ لجيشه الغارق في وحل غزة..
فهل تعطى طهران بدخولها مباشرة على خط المواجهة مع الكيان الإسرائيلي قبلة الحياة لتوحيد شعب منقسم، خرجت عشرات الألوف من مواطنيه للتظاهر ضد رئيس وزرائه مطالبة بإسقاط حكومته وإجراء انتخابات مبكرة لاستعادة الدولة من الضياع والمختطفين من الأسر.. فهل نحن أمام منعطف جديد يمدد في عمر نتنياهو وحكومته المتطرفة.. ويسهم في تبريد التعاطف الدولى مع غزة.. لننتظر ونرى العواقب؟!