الحوار الذى ننتظره
الحوار، أى حوار، هو تفاعل بين أطراف متعددة وذات رؤى متنوعة ومتباينة أحيانا.. فليس حوارا أن يقول كل طرف كلمته ويمضى، وإنما يتعين أن تتبادل الأطراف رؤاها لأنه يمكن أن يتمخض الأمر عن مواقف جديدة ناتجة من تفاعل أطراف الحوار مع بعضها.. ولذلك
أى لا نكتفى بأن يدلو كل طرف بدلوه ويقول كلمته ويمضى إلى حال سبيله.. فإن الأراء معروفة سلفا قبل أن يبدأ الحوار.. المهم التفاعل بين المتحاورين لآن هذا التفاعل هو المطلوب من الحوار المنشود، وهو الذى قد يفضى إلى توافق، أو ينتهى إلى مراجعة بعض الأطراف لمواقفها وتعديل ما تتبناه من أفكار ورؤى مختلفة ومتنوعة.
وبهذا المعنى ليس مفيدا أن يفرض طرف من أطراف الحوار رؤاه وأفكاره التى يتبناها على بقية الأطراف الأخرى.. وقد يكون ممثلو الحكومة في الحوار بحكم مواقعهم التنفيذية وتوليها إدارة أمور البلاد والعباد يحوزون معلومات أكثر من أطراف الحوار الأخرى غير المشاركةَ في الحكومة..
ولكن يتعين ألا يرتب ذلك غلبة ما لممثلي الحكومة في مائدة الحوار الوطنى، فهدف الحوار ليس إقناع الحكومة غيرها بما تتبناه من مواقف وسياسات.. فهذا مجاله ليس حول مائدة الحوار الوطنى وإنما هذا دور الإعلام الحكومى ومسؤلى الحكومة المفتوح أمامهم على مصراعيه باب إطلاق التصريحات الصحفية والمداخلات التليفزيونية..
أما مائدة الحوار الوطنى فإنه لا يجلس حولها إلا من يطرحون رؤى وأفكار متنوعة حول مسار وأوليات العمل الوطنى في ظل التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهنا الآن.. هذا هو سبيل الحوار الوطنى للتفاعل بين المشاركين فيه.
لقد أنجزنا جولة من الحوار الوطنى خلال العامين الماضيين أثمرت مجموعة من التوصيات المتنوعة، ونحن نتأهب لجولة جديدة من الحوار الوطنى المفترض أن تساعدنا في تحقيق أولويات العمل الوطنى التى أعلنها الرئيس السيسي بعد أداء القسم الدستورى في بداية فترة رئاسية جديدة.