شواغل الأسرة المصرية!
تنظيم إفطار سنوي للأسرة المصرية في شهر رمضان فكرة طيبة لأنها ترمز إلى أن مجتمعنا بمثابة أسرة واحدة كبيرة ثمة ترابط بين أفرادها.. ومن مائدة إفطار الأسرة المصرية انطلقت منذ عامين دعوة الحوار الوطنى الذى شارك فيه قوى وأحزاب سياسية عديدة، وانتهى إلى حزمة من التوصيات المهمة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكون مجتمعنا بمثابة أسرة كبيرة لا يعنى أننا لا اختلافات في الرؤى والآراء والمواقف والنظرة للأمور.. فنحن مثل أى مجتمع في العالم نتسم بالتنوع والتعدد ولسنا نسخا بشرية متطابقة.. والتماسك الحقيقى لأى مجتمع يتمثل في الاستفادة من هذا التنوع والتعدد حتى نصير أكثر قوة.
وبالتالى لا مجال لأن ينفرد البعض منا في فرض رؤاه على الآخرين قسرا، وإنما علينا أن نصل إلى توافق بيننا خاصة في مواجهة التحديات التى تعترض طريقنا.
وإذا كان يمكننا أن نجلس معا وتتشارك في تناول طعامنا معا فإن الأهم أن نجلس معا لنتناقش في شئوننا ومشاكلنا والتحديات التى تواجهنا.. فلا أحد منا وحده يحتكر الصواب والحقيقة وإنما نحن جميعا يمكننا معا أن نصيغ حلولا مشتركة لمشاكلنا وخططا مشتركة للتحديات التى تواجهنا الآن وهى كبيرة ومتعددة.
أى أننا يتعين أن نعامل بَعضُنَا البعض باعتبارنا أعضاء فعلا في أسرة واحدة التنوع والتعدد هو سمتها الأساسية.. وبالتالى لا نعتبر بَعضُنَا خصوما أو أعداء لنحمى تماسك مجتمعنا ونصونه من الصدامات التى تنذر بالخطر.
والأسرة المصرية الكبيرة لها الآن شواغلها المختلفة التى تؤرقها.. منها شواغل اقتصادية نتيجة الغلاء الذى عانت منه العامين الماضيين، ومنها شواغل سياسية تتعلق بالمستقبل السياسى للبلاد والذى ليس ببعيد ولا يفصلنا عنه سوى ست سنوات إلا بعض الأيام.
ومنها أيضا شواغل اجتماعية تتعلق بمواجهة الفقر في ظل إصلاح اقتصادى يرتب أعباء على أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة قد تدفع بأعداد منهم إلى ما تحت خط الفقر ولعل هذه الشواغل تكون محور الجولة الثانية من الحوار الوطني.
