كلوب.. المدرب الملهم!
إسناد تدريب منتخبنا القومي لمدرب وطني خطوة في الاتجاه الصحيح؛ فما عرفت البطولات طريقها لمنتخبنا إلا على يد كوادر وطنية يشار لها بالبنان، أمثال القدير محمود الجوهري رحمه الله الذي نجح في الوصول بمصر لنهائيات كأس العالم، بعد غياب طويل ثم حقق بطولة الأمم الأفريقية، ومن بعده حصدنا الكأس الأفريقية ثلاث مرات على يد القدير المَعلِّم حسن شحاتة..
كل هذا أمرٌ طيبٌ وتحفظه الذاكرة الوطنية لهؤلاء الرجال.. وهو ما نأمل أن يستمر ويزداد مع حسام حسن ذي الطابع الحماسي.. ولكي يتحقق ذلك فنرجو أن يتأسى حسام حسن بسيرة الكبار في عالم التدريب، أن يرى مثلا كيف نجح يورجن كلوب المدير الفني لنادى ليفربول في الوصول بنجمنا العالمي محمد صلاح لقمة مستواه حتى صار واحدًا من كبار نجوم العالم، بل أصبح بلا مبالغة أحد أساطين الدوري الإنجليزي.
لاشك أن طريقة تعامل كلوب مع صلاح نموذج يدرس؛ فالرجل يحتويه ويمنحه كامل الدعم والمساندة ولا يتوانى عن وضعه في المكان المناسب، وتوفير عوامل النجاح والتحفيز الذي يخرج أفضل ما عند صلاح ورفاقه في ليفربول، حتى نجح في عودة الأخير لمنصات التتويج بعد سنوات عجاف كادت تذهب بالنادي الإنجليزي لمجاهل النسيان وغياهب التاريخ!
أقول هذا بمناسبة ما نراه ونسمعه في البرامج الرياضية والسوشيال ميديا من غمز ولمز وخوض في علاقة حسام حسم ومحمد صلاح ومحاولات للوقيعة بين الاثنين وتوتير العلاقة بينهما بمناسبة ودون مناسبة؛ واستغلال البعض لغياب صلاح؛ لأسباب تخص ناديه وتخرج عن إرادة اللاعب؛ عن الدورة الودية الأخيرة لمنتخبنا والتي كان مقررًا أن تنظمها الإمارات ثم ألغيت وجرى نقلها إلى العاصمة الإدارية..
حسام حسن ويورجين كلوب
ولا تخفى تلميحات حسام حسن عن محمد صلاح.. وهى تلميحات لا تصب قطعًا في صالح منتخبنا الذي يحتاج لجهد كل لاعب متميز، فضلا عن أن يكون هذا اللاعب هو اللاعب الفذ محمد صلاح الذي يصنع الفارق مع منتخبنا كما تقول الأرقام والنتائج.. كما لا تصب في صالح الطرفين؛ حسام وصلاح..
نتمنى أن يحذو حسام حسن حذو يورجين كلوب ليس في معاملة محمد صلاح فحسب بل في معاملة كل لاعبي المنتخب بلا استثناء وبلا انحيازات ولا استثناءات.. فهو مدير فنى للجميع يتعامل بموضوعية واحترافية وتفهم مع كل حالة مع الاستعداد لتقبل النقد والتراجع خطوة للوراء إن في التراجع مصلحة لمصر ومنتخبها؛ فحسام لا يلعب باسم نادٍ هنا أوهناك وإنما باسم مصر العظيمة العريقة أفريقيًا وعالميًا.
نتمنى أن يوطن حسام حسن نفسه على الهدوء خصوصًا أثناء المباريات دون أن يفقد حماسه وروحه القتالية التي تنتقل بالطبع لنفوس اللاعبين.. ذلك أن التوتر يقود لانفلات الأعصاب وإتيان تصرفات لا تليق وقد تكلف منتخبنا الكثير والكثير مما هو في غنى عنه.. ومن ثم فليس أقل من أن يتعهده وزير الرياضة بجلسات استماع لضبط الإيقاع تجنبًا لأي تصرفات مسيئة لسمعة الكرة المصرية!
نريد من حسام حسن بحسبانه القائد أن يسبق بخطوة؛ فثمة سهام نقد تلاحقه على وسائل التواصل الاجتماعي تتهمه بالغيرة من نجاح محمد صلاح وهو إدعاء ينبغي لحسام أن يبطله بحسن التصرف وحسن معاملة محمد صلاح وغيره من النجوم الذين يعلم حسام أن اختيارهم للعب باسم مصر ليس منة ولا تفضلًا من أحد وإنما استحقاق وجدارة وواجب يفخر به كل لاعب يريد أن يرد الجميل لبلده الذي له أفضال لا تعد ولا تحصى على كل فرد يعيش فيه وتمتع بخيرها.
وأخيرا.. أؤكد أن حسام حسن وأخاه لن يكونا أبدا الجوهري ولا حسن شحاته لذلك لا اتوقع معهما أي نتائج إيجابية مع الفريق القومي.. والأيام بيننا.