الحماس وحده لا يكفى!
الحماس ضرورى ومهم في إحراز النجاح وتحقيق الإنجازات، لكنه وحده لايكفي.. فإن إحراز النجاح وتحقيق الإنجازات يحتاج لعوامل مهمة أخرى مع الحماس، مثل التخطيط الجيد والإعداد والتجهيز السليم، والكفاءة والقدرة، وتقييم الأداء المستمر، مع عدم إغلاق الإذن على الانتقادات للاستفادة منها!
وإذا اقتنعنا بذلك سوف نضع يدنا على تفسير معقول لهزيمة منتخبنا الوطنى لكرة القدم أمام منتخب كرواتيا في الدورة الودية التى إنتهت ليلة أمس.. فقد إهتم المدير الفنى الجديد للمنتخب ببث الحماس في نفوس اللاعبين وحقق قدرا من النجاح في ذلك، لكن بقية عناصر تحقيق النجاح وإحراز الفوز الأخرى كانت مفتقدة ولذلك خسرنا المباراة التى أعلن الكابتن حسام حسن أنه سيلعبها للفوز بكأس الدورة لديه.
وما حدث لمنتخبنا في الدورة الودية أخشى أنه تكرر في مجالات أخرى، وفى مقدمتها المجال الاقتصادى الذى شهد حماسا في التصدى لبعض الأعمال، غير أن عناصر النجاح الأخرى لم تتوفر لذلك واجهت هذه المشروعات والأعمال مصاعب ومشاكل عطلتها، مثل مدينة الاثاث في دمياط الجديدة، ومثل حقول زرع السمك في قناة السويس وكفر الشيخ..
فقد تصورنا أن الحماس يكفى لإحراز النجاح وتحقيق الانجازات ولذلك لم نهتم بما يكفى بتوفر عناصر النجاح الأخرى التى لا تقل عن الحماس بدءا من دراسات الجدوى الكافية التى تراعى كل الظروف، ظروف العاملين فى المشروع قبل غيرهم، وحتى تقييم الأداء المستمر منذ انطلاق العمل في المشروع.
إننا عندما قررنا إنشاء محطة نووية في الضبعة لتوليد الكهرباء لم نكتفى بالحماس لإقامتها، وإنما قمنا بالعديد من الدراسات لموقع المحطة وإخترنا بدقة الشركة الروسية التى تنفذ لنا هذا المشروع.. وقمنا بدراسة اقتصادية كاملة وشاملة لنتأكد من قدرتنا مستقبلا على سداد القرض الكبير الذى حصلنا عليه من روسيا لتمويل المشروع..
وأعددنا كل الدراسات الفنية اللازمة، ونقوم الآن بتدريب العاملين في المحطة لنضمن نجاح تشغيلها بعد بناءها.. باختصار لقد حرصنا على توفير كل عناصر النجاح لهذا المشروع المهم.. غير أن ذلك لم يتوفر بالكامل فى مشروعات اقتصادية أخرى وتصورنا أن توفر الحماس لإنجازها يكفى!