عدو مشترك!
منذ سنوات وأمريكا، سواء كانت جمهورية أو ديمقراطية، تعتبر روسيا عدوا لها ومعها الصين.. وقد سجل الأمريكان ذلك في استراتيجية الأمن القومى الامريكية.. وعندما اندلعت الحرب الاوكرانية سعى الأمريكان ومعهم الاوربيين لدعم أوكرانيا بالمال والسلاح حتى لا تخرج روسيا منتصرة في هذه الحرب.. أى تعاملوا معها كعدو انتفضوا لمواجهته بكل أسلحتهم الاقتصادية والعسكرية..
فهم فتحوا مخازن السلاح الأمريكى لتكون تحت تصرف أوكرانيا، وفرضوا عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا وصلت إلى حد تجميد أموال وأصول ضخمة مملوكة لروسيا فى الخارج، ووقف التعاون الاقتصادى معها ووقف استيراد الغاز منها..
ومع أو رغم ذلك فعلى أثر الحادث الإرهابى الكبير الذى شهدته موسكو مؤخرا خرجت واشنطن لتدين الحادث، وتندد به وتقول إن داعش عدو مشترك للأمريكان والروس معا، وكشفت أيضا أنها حذرت الروس من أعمال إرهابية محتملة قبل وقوعه!
وعندما يكون للأمريكان مع الروس عدوا مشتركا فهذا يعنى أن باب التعاون بينهما يظل مفتوحا ولم تغلقه واشنطن بالضبة والمفتاح رغم الصدام بالسلاح بينهماعلى الأراض الاوكرانية.. وهكذا هى السياسة بين الدول..
هناك تنافس، يتصاعد ليصير صراعا، وقد يتحول إلى صدام مسلح كما هو الحال الآن الذى فيه يقاتل الأوكران الروس بالسلاح الأمريكى والغربى.. ومع ذلك عثر الأمريكان لأنفسهم على عدو مشترك مع الروس، وهو هنا تنظيم داعش الإرهابي الذى يتهمه الأمريكان بأنه مدبر الحادث الإرهابي في موسكو، بينما الروس لا يستبعدون أن تكون أوكرانيا تقف وراء ه سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فى ظل الحرب الدائرة منذ عامين حتى الآن.
إذن.. رغم حرب أوكرانيا فعلينا ألا نستبعد إحتمال التوصل إلى تسوية لها بموافقة أمريكا والغرب تسمح لروسيا بالاحتفاظ بالأراضي التى سيطرت عليها عسكريا، وكذلك تسوية اقتصادية لمسألة العقوبات المفروضة على روسيا.