انتخابات المحامين.. دروس مستفادة
فوز عبد الحليم علام بمقعد نقيب المحامين لدورة جديدة، بفارق 6 آلاف صوت عن أقرب منافسيه سامح عاشور نقيب المحامين الأسبق؛ فمثل ذلك الفوز له دلالات عديدة، لعل أهمها في رأيي هو الرغبة في التغيير.
وبصرف النظر عن نسب المشاركة في انتخابات المحامين التي يراها البعض أقل مما جرى في دورات سابقة، ربما لتوقيت انعقادها في شهر رمضان حيث كان التصويت ينتهى في الخامسة مساءً، وربما كان الإقبال في اللجان الفرعية أكثر مما كان في اللجان العامة..
فإن تجديد الثقة في عبد الحليم علام المنتهية ولايته وتفضيله على منافسه سامح عاشور المحسوب على الحكومة، والذي فاز بهذا المقعد 3 دورات من 2001 إلى 2005 ومن 2005 إلى 2008 ومن 2015 حتى مطلع عام 2020، ثم أعلن استقالته من مجلس الشيوخ من أجل الترشح على مقعد نقيب المحامين في انتخابات 2024.. لكن دون جدوى حيث ذهب مقعد النقيب لمنافسه.. وهو ما يطرح عدة أسئلة:
رسائل نتيجة انتخابات المحامين
لماذا خسر سامح عاشور هذه الجولة رغم حرصه الشديد على خوضها.. هل لم يكن برنامجه الانتخابي مقنعًا، أم أن المحامين أرادوا الخروج من عباءة أي مرشح محسوب على الحكومة.. وما دلالة هذه النتيجة إذا ما وضعناها جنبًا إلى جنب نتائج انتخابات نقابة المهندسين التي شهدت أحداثًا مؤسفة لكن جمعيتها العمومية فرضت كلمتها وقررت انتخاب طارق النبراوي في مواجهة مرشح هو الآخر محسوب على الحكومة، وهو الأمر الذي تكرر في انتخابات الصحفيين الذين انحازوا لمرشح غير حكومي إن جاز التعبير.
ثمة رسائل ينبغي أن يقرأها من يهمه الأمر في نتائج انتخابات النقابات الثلاث، فالرغبة في التغيير هي القاسم المشترك، وهو ما يعنى أنه لا مفر من النزول للميدان وتحسس نبض الناس أو الناخبين في كل مجال، سواءً داخل النقابات أو انتخابات البرلمان التي تقترب مواعيدها، أو انتخابات المجالس الشعبية المحلية التي باتت في طي النسيان.
أما أهم الرسائل التي لا تخطئها عينٌ في انتخابات المحامين فهى أن التغيير مطلوب، تغيير السياسات والبرامج والتوجهات وليس تغيير الأشخاص فحسب، فلن يقنع في النهاية إلا المقنع.. الناس تريد من يتفرغ لمشاكلها ويستمع لمطالبها يدافع عن حقوقها بصدق وإخلاص ولا تحب من يستغل أصواتها للوصول لمآرب خاصة.. بصرف النظر عن الأسماء الرنانة والوعود البراقة..
صدقونى انتخابات النقابات حافلة بالمؤشرات والدلالات التي ينبغي ألا تمر مرور الكرام، بل ينبغي استخلاص دروسها وعبرها إن كنا نريد حقًا رصد حركة الناس وتوجهاتها وتفضيلاتها ومزاجها!