الفن وسنينه
النجمة الاستثنائية منى زكي.. عندما تجتمع الموهبة والذكاء
كثير جدًا من أهل الفن بمختلف فروعه حققوا نجاحات وبدرجات مختلفة حتى لو كان بعضهم لا يمتلك الموهبة الحقيقية، وكان هناك نوعية من الفنانين حباهم الله بموهبة كبيرة استثنائية ولكنهم لم يصلوا إلى المكانة التي تليق بهذه الموهبة المختلفة، والأمثلة على ذلك عديدة في تاريخ الفن العالمي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة..
وهناك نوعية أخرى حظيت بالموهبة الفريدة بجانب الذكاء الموفور والفطنة الشديدة فكانت جديرة بقمة النجومية والشهرة والمكانة المرموقة الخالدة في قلوب الناس على مر الأزمان، ومن أبرز نماذج هذه النوعية في زمن الفن الجميل والعصر الذهبي عميد المسرح يوسف وهبي، كوكب الشرق أم كلثوم، فتى الشاشة المؤسسة أنور وجدي، الموسيقار محمد فوزي، موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب..
والعندليب عبدالحليم حافظ، سيدة الشاشة فاتن حمامة، الملك فريد شوقي، العظيم فؤاد المهندس، الدلوعة شادية ثم الزعيم عادل إمام والعملاق الموسوعي نور الشريف، ومن الأجيال الحالية الهضبة عمرو دياب ونجم الكوميديا المختلف أحمد حلمي وألفة جيلها منى زكي التي بلغت أوج تألقها ونضوجها في أعمالها الأخيرة التليفزيونية والسينمائية.
موهبة استثنائية
كنت معاصرًا لبدايات النجمة العظيمة منى زكي وشاهدًا على موهبتها الواضحة منذ إطلالتها الأولى وكانت على خشبة المسرح من خلال عرض بالعربي الفصيح مع الكبير محمد صبحي تأليف الراحل القدير لينين الرملي في بداية التسعينيات ثم متابعًا لها ومراهنًا عليها في أعمالها التالية مثل العائلة مع العملاق محمود مرسي..
ونصف ربيع الآخر مع أستاذ التلقائية يحيى الفخراني، الضوء الشارد مع ممدوح عبد العليم، أهالينا مع هشام سليم، ثم أفلام صعيدي في الجامعة الأمريكية أمام محمد هنيدي، أضحك الصورة تطلع حلوة مع العبقري أحمد زكي فأول بطولة أمام كريم عبد العزيز في فيلم ليه خلتني أحبك لتتوالى بعد ذلك أعمالها وأدوارها المتميزة التي كشفت عن موهبة من نوع خاص منها..
مافيا مع أحمد السقا، سهر الليالي مع أحمد حلمي وشريف منير، دم الغزال أمام نور الشريف، أبو علي مع كريم عبد العزيز، تيمور وشفيقة مع أحمد السقا، حتى وصلت إلى مرحلة النضج الفني والسلطنة في أدوارها التالية مثل.. ولاد العم مع كريم عبد العزيز وشريف منير، إحكي يا شهر زاد مع حسن الرداد، مسلسل آسيا مع باسم سمرة، مسلسل أفراح القبة مع جمال سليمان..
ثم توجت هذه المرحلة بأعمالها الثلاثة الأخيرة مسلسلي لعبة نيوتن مع محمد فراج ومحمد ممدوح وتحت الوصاية الذي عرض في رمضان الماضي وأخيرًا أحدث أفلامها رحلة 404 مع مجموعة من ضيوف الشرف.. محمد ممدوح ومحمد فراج وخالد الصاوي وشيرين رضا، تأليف محمد رجاء وإخراج هاني خليفة..
والذي مازال يحصد النجاح الفني الكبيروإشادات النقاد الكثيرة والإعلاميين والنجاح الجماهيري باحتلاله المرتبة الثانية في شباك التذاكر بعد الفيلم الظاهرة الحريفة بإيراد يومي يتجاوز المليون جنيه وبإجمالي إيرادات 10 ملايين جنيه في 10 أيام عرض حتى الآن رغم أن هذا الفيلم ظل يبحث عن منتج لمدة عشر سنوات كاملة بعد أن هرب منه المنتجون وتخوفوا من إنتاجه خشية السقوط في شباك التذاكر لأن موضوعه فلسفي وليس تجاريًا!
ذكاء نادر واستقرار ودعم أسري
لا شك أن كل الأعمال والأدوار الفنية التي تم ذكرها لخير دليل على حجم الموهبة الاستثنائية التي تمتلكها النجمة منى زكي، التي تجعلها الألفة بين نجمات جيلها بلا منازع، كما أنها في نفس الوقت تكشف على مدى الذكاء الشديد الذي تتمتع به زكي في اختياراتها لأدوارها التي يحمل كل واحد منها بصمتها الخاصة ويضيف إليها ولا يكرر ما سبقه من أدوار..
حتى دور المحجبة الذي جسدته في ثلاث أعمال هي لعبة نيوتن وتحت الوصاية ورحلة 404 يختلف كليًا في كل عمل منهم عن الآخر، كما أن هذا الذكاء لا يقتصر على انتقاء الأدوار بعناية فائقة وفطنة كاملة فقط، بل ينسحب إلى النواحي الاجتماعية والإعلامية في حسن التعامل مع الزملاء والزميلات في الوسط الفني فلم نسمع عن مشكلة تذكر لمنى زكي في هذا الإطار، وهو ما جعلها محبوبة من الجميع وكذلك فيما يتعلق بعلاقتها بالصحفيين والإعلاميين على مدار مشوارها الفني.
وهو ما مكنها من امتلاك قاعدة راسخة من الدعم الإعلامي اللامحدود والذي تظهر حقيقته وقوته في وقت العثرات والأزمات، كما لا يمكن أن نغفل أبدًا الاستقرار الأسري الذي تنعم به منى زكي منذ زواجها من النجم المختلف مثلها والداعم الدائم لها أحمد حلمي منذ أكثر من 22 عامًا هي عمر زواجهما..
وهو ما يساعدها دائمًا على التركيز أكثر في فنها ومواصلة رحلة الإبداع والتألق والنضج الكبير الذي يبشر بمزيد من الأعمال المختلفة والأدوار الرائعة التي تستحق أن تدرس لطلبة المعاهد الفنية لهذه النجمة الاستثنائية التي إسمها منى زكي.
