هل يغير الحريفة خريطة السينما مثل إسماعيلية رايح جاي؟!
معظم جيلنا والجيل الذي تلاه يتذكر حكاية الفيلم -الظاهرة- إسماعيلية رايح جاي بطولة المطرب الشاب وقتها محمد فؤاد مع الوجوه الصاعدة محمد هنيدي وحنان ترك وخالد النبوي، تأليف أحمد البيه وإخراج كريم ضياء الدين الذي غير خريطة السينما المصرية في نهاية التسعينيات ومهد الطريق لظهور جيل من المضحكين الجدد وشباب السينما بزعامة محمد هنيدي، ثم علاء ولي الدين، وهاني رمزي، ومحمد سعد، وأحمد السقا، والذين سيطروا على السينما وشباك التذاكر لسنوات طويلة وحققوا أرقامًا قياسية..
فعلى سبيل المثال لا الحصر حقق إسماعيلية رايح جاي عام 1997 إيرادات بلغت 18 مليون جنيه أي ما يوازي 150 مليون جنيه بأسعار اليوم بحساب التضخم وسعر الدولار، وحصد فيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية 27 مليون جنيه في العام التالي 1998 أي نحو 220 مليون جنيه بالأسعار الحالية وهو بذلك الأعلى إيرادًا في تاريخ السينما المصرية وليس بيت الروبي الذي حقق 131 مليون جنيه العام الماضي!
ويبدو أن التاريخ قد يعيد نفسه من جديد مع فيلم الحريفة الذي يلعب بطولته مجموعة من الوجوه الجديدة المغمورة باستثناء نور النبوي نجل النجم خالد النبوي في أولى بطولاته السينمائية، تأليف إياد صالح وأول إخراج ل رءوف السيد وإنتاج المغامر طارق الجنايني..
إذ مازال هذا الفيلم الظاهرة أيضًا يحصد الإيرادات للأسبوع الرابع على التوالي متصدرًا لشباك التذاكر، ومتخطيًا أفلامًا لنجوم كبار مثل أبو نسب لمحمد إمام ومحققًا إيرادات يومية تفوق ال 3 ملايين جنيه وهو ما أثار دهشة كل صناع السينما والنقاد والجمهور أيضًا؟!
على خطى إسماعيلية رايح جاي
هناك عدد من الأسباب تجعلني أرشح فيلم الحريفة ليسير على خطى إسماعيلية رايح جاي في الإيرادات الكبيرة وفي إفراز مجموعة من الوجوه الشابة التي قد تأخد مكانة جيدة في السينما خلال السنوات المقبلة، وهي:
أولًا تشابه بعض الظروف بين الفيلمين من حيث سيطرة مجموعة محددة من النجوم على السينما بالنسبة لوقت عرض الفيلمين، مما جعل الجمهور في شوق لظهور وجوه جديدة تغير دماء السينما وتجدد شبابها، فكان جيل عادل إمام ونادية الجندي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكي يسيطر على السينما في الثمانينيات والتسعينيات وقت عرض إسماعيلية رايح جاي..
وفي الوقت الحالي أيضًا يتصدر الساحة نجوم بعينها يحققون أعلى الإيرادات ويحصلون على أجور فلكية مثل كريم عبد العزيز وأحمد عز وأحمد حلمي، ومن ثم كان هناك حاجة للدفع بوجوه صاعدة تجذب الجمهور المتعطش لكل ما هو جديد وتكسر احتكار هؤلاء النجوم لشباك التذاكر ولا تحصل على أجور كبيرة.
ثانيًا رحلة الصعود والفوز هي التيمة الأساسية في الفيلمين وهي تيمة جاذبة جدًا للجمهور الذي أغلبه من الطبقة البسيطة المكافحة التي تحلم بالترقي إلى طبقة الأغنياء حيث الثروة والشهرة، ففي الفيلم الأول نرى رحلة صعود مطرب شاب فقير هجر قسرًا هو وأسرته من الإسماعيلية إلى القاهرة بعد عدوان 1967 حتى وصل إلى الشهرة والنجومية في الغناء..
وفي الثاني نشاهد مجموعة موهوبة حريفة في كرة القدم من التلاميذ البسطاء بإحدى المدارس الثانوية بزعامة ماجد - نور النبوي، يمارسون هوايتهم المفضلة في لعب الكرة بالساحات الشعبية، ويحلمون بالفوز بالجائزة الأولى وقدرها مليون جنيه في مسابقة كبرى لكرة القدم.
ثالثًا نوعية وتصنيف الفيلمين واحدة وهي التصنيف الكوميدي، وهو أكثر الألوان والنوعيات التي يقبل عليها جمهور السينما خاصة في ظل الظروف والأوضاع الصعبة التي نعاني منها جميعًا على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدولية، حيث تمثل الأفلام الكوميدية عملية تنفيس وتخفيف واستراحة من التفكير في هذه الأوضاع وحجم المعاناة فيها.
تذكروا هذه الأسماء جيدًا
نور النبوي، أحمد غزي، خالد الدهبي، نور إيهاب، المؤلف إياد صالح، المخرج رءوف السيد.
تذكروا هذه الأسماء جيدًا فسيكون لها شأن ومكانة واضحة في السينما المصرية خلال السنوات المقبلة، بما حققوه من نجاح كبير مفاجئًا وضاربًا بكل التوقعات على المستويين الجماهيري من حيث الإيرادات التي قاربت على 30 مليون جنيه في 4أسابيع عرض فقط منذ 4 يناير الجاري حتى الآن..
وهو مرشح للزيادة بقوة مع تجاوز الإيراد اليومي للفيلم ل3 ملايين جنيه مع بداية إجازة منتصف العام الدراسي وهو رقم لافت جدًا خاصةً إذا علمنا أن هذا الرقم حققته مؤخرا أفلام لنجوم كبار مثل مرعي البريمو لمحمد هنيدي وتاج لتامر حسني والبعبع لأمير كرارة ولكن في 8 أو 9 أسابيع عرض!
وعلى المستوى الفني نال ومازال الفيلم إشادات عديدة من النقاد والصحفيين الذين اعتبروه بمثابة الظاهرة والمفاجأة السينمائية السعيدة وسط الظروف التي نكابدها.. فهل يصبح فيلم الحريفة إسماعيلية رايح جاي الجديد، ويبشر بجيل جديد من شباب السينما الموهوبين الذين يتقدمون للصفوف الأولى في السنوات المقبلة؟