ليلى، إسعاد، هالة.. شباك التذاكر لا يبتسم للكبار؟!
مازال موضوع إيرادات الأفلام في شباك التذاكر في مصر يمثل لغزًا يصعب فك طلاسمه من قبل كل صناع السينما والنقاد، حيث لا توجد حتى الآن معايير ومقاييس واضحة ومحددة يمكن من خلالها توقع إيرادات الأفلام ومن ثم معرفة حسابات المكسب والخسارة بالنسبة للمنتجين والموزعين السينمائيين..
والأمثلة على ذلك عديدة، فمثلًا لم يكن يتوقع أحد أن تحصد أفلام مثل إسماعيلية رايح جاي وصعيدي في الجامعة الأمريكية واللمبي وأخيرًا الحريفة وغيرها كل هذه الإيرادات الضخمة، خاصةً وأنها لم تكن بتوقيع نجوم كبار ولا مرتفعة فنيًا ومحدودة الميزانية!
وعلى خلاف ذلك كانت هناك أفلام كثيرة جيدة فنيًا وبها نجوم مرموقون وميزانيتها كبيرة أو معقولة ولم تحصد الإيرادات المنتظرة، بل وفشلت بدرجات مختلفة في شباك التذاكر منها تاريخيًا باب الحديد، المومياء، الناصر صلاح الدين، ومن أحدثها أولاد حريم كريم الذي لم يحقق سوى 7 ملايين جنيه كإيرادات رغم وجود نجوم فيه مثل مصطفى قمر وبسمة وبشرى وداليا البحيري..
وقمر 14 بطولة غادة عادل وخالد النبوي وأحمد الفيشاوي وياسمين رئيس وحقق 2 ونصف مليون جنيه، الكاهن الذي يضم مجموعة كبيرة من النجوم محمود حميدة، إياد نصار، حسين فهمي، جمال سليمان، فتحي عبد الوهاب لم تصل إيراداته ل4 ملايين جنيه ! ع الزيرو لمحمد رمضان ونيللي كريم إيراداته 13 مليون جنيه فقط وهي ضعيفة مقارنةً بتكلفته!
الملكة وعظيمة والجميلة
واستمرارًا لمسلسل سقوط النجوم الكبار في شباك التذاكر رغم مستوى أفلامهم المقبول، يأتي فيلم الملكة الذي تعود به هالة صدقي إلى السينما بعد غياب 7 سنوات منذ فيلم أخر ديك في مصر مع محمد رمضان، وإلى البطولة السينمائية التي خاصمتها لسنوات طويلة منذ عقد التسعينيات، يشاركها باسم سمرة وشيرين رضا ورانيا يوسف وكريم عفيفي وعدد من ضيوف الشرف منهم حسن الرداد ومحمد رضوان..
تأليف هشام هلال وأحمد رمزي وإخراج سامح عبد العزيز، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي حول الملكة ماجدة التي تتعرض لبعض المشكلات فتستعين بأصدقائها المقربين لاستعادة حقوقها، الفيلم يواجه فشلًا ذريعًا في شباك التذاكر ويحتل المركز قبل الأخير بين الأفلام ال12 المعروضين بإيرادات لم تصل إلى 500 ألف جنيه في 11 يوم عرض بمعدل يومي 40 إلى 45 ألف جنيه وبات مرشحًا بقوة للرفع من دور العرض!
الفيلم تم اقتباس اسمه من لقب هالة صدقي في مسلسلها الرمضاني الأخير جعفر العمدة حيث كانت تدعى الملكة صفصف!
عصابة عظيمة عادت به الفنانة والإعلامية والمنتجة الكبيرة إسعاد يونس إلى الإنتاج السينمائي والبطولات التي غابت عنها لسنوات طويلة، تأليف هاجر الإبياري وإخراج وائل إحسان بمشاركة كريم عفيفي ومحمد محمود وفرح الزاهد ورنا رئيس..
والذي رغم بدايته الجيدة في شباك التذاكر وحصده ل850 ألف جنيه في الأيام الثلاثة الأولى وإشادة الجمهور وبعض النقاد به، إلا أنه أخذ في التراجع تدريجيًا ليصل معدل إيراداته اليومية إلى نحو 60 ألف جنيه محتلا المركز التاسع بين الأفلام المعروضة بإجمالي إيرادات 2 ونصف مليون جنيه في 3 أسابيع عرض حتى الآن!
الفيلم كوميدي يتناول حكاية سيدة كفيفة تقرر تشكيل عصابة مع نجلها الذي يتورط في عدة مشكلات تحاول هي حلها.. يذكر أن أخر الأفلام التي شاركت فيها إسعاد يونس، فضل ونعمة مع هند صبري وماجد الكدواني ومن أجل زيكو بطولة منة شلبي وكريم محمود عبد العزيز 2022 بشخصيتها الحقيقية و200 جنيه مع أحمد السقا وليلى علوي وآخرين 2021.
مقسوم بطولة جديدة للنجمة ليلى علوي والتي هي الوحيدة تقريبًا من نجمات جيلها التي حافظت إلى حدًا ما على مكانتها في السينما، وخاضت عدد من البطولات في السنوات الأخيرة رغم أنها لم تحصد إيرادات جيدة، منها ماما حامل، وشوجر دادي مع الثلاثي بيومي فؤاد والمؤلف لؤي السيد والمخرج محمود كريم..
فالأول كانت إيراداته 4 ملايين و360 ألف جنيه والثاني 7 ملايين جنيه وإن جنى هذان الفيلمان ما يزيد عن 300 مليون جنيه في شباك التذاكر السعودي!
مقسوم تجربة سينمائية مختلفة وجيدة تتعرض لمطربة معتزلة تتقابل مع صدقتيها وزميلتيها في الفرقة الموسيقية الغنائية القديمة فتقررن الثلاث إعادة إحياء الفرقة من جديد، وذلك في قالب كوميدي، تشارك ليلى في البطولة شيرين رضا وسما إبراهيم مع ضيوف الشرف محمد ممدوح والسيناريست تامر حبيب والمخرج هاني خليفة..
مقسوم تأليف هيثم دبور وإخراج كوثر يونس، والفيلم لم يتجاوز المليون جنيه في أسبوعين عرض بمعدل إيرادات يومي يترواح ما بين 70 إلى 100 ألف جنيه! وبالتالي فإن قرار رفعه من دور العرض بات قريبًا!
الشباك للشباب
الإيرادات المرتفعة والقياسية التي حصدها شباب السينما في الفترة الأخيرة مثل من أجل زيكو وشلبي لكريم محمود عبدالعزيز والعميل صفر لأكرم حسني وأخيرًا الحريفة لنور النبوي الذي تخطت إيراداته ال 33 مليون جنيه حتى الآن.
رغم أن أبطاله من الوجوه الجديدة والصاعدة وميزانيته قليلة مقارنةً بأفلام النجوم الكبار الذين ذكرناهم، هذه الإيرادات لمؤشر واضح على أن السينما وإيراداتهاوالجمهور يفتحون كل أذرعهم للشباب كنوع من تغيير الدماء وإحداث الطزاجة المطلوبة دومًا من وقت لآخر..
ومن ثم وجب على كبار النجوم والنجمات من الأجيال السابقة أن يعيدوا حساباتهم من جديد فيما يقدمونه من أفلام، وأن يكثروا من الاستعانة بشباب السينما من الموهوبين سواء في التمثيل أو في التأليف أو في الإخراج، حتى يستطيعوا الاستمرار والبقاء والمنافسة في شباك التذاكر من جديد مثلما كانوا في عقود سابقة لأن دوام الحال من المحال..