المجددون.. أبو منصور الماتريدي إمام المتكلمين

عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إن الله يبعثُ لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّدُ لها دينها".
ولم يشترط السيوطي أن يكون "المجدِّدُ" فردًا، بل يشمل كل من نفع الأمة وجدد لها شيئًا من أمور دينها ودنياها في أي مجال من المجالات، وأيده في ذلك ابن الأثير الجزري وشمس الدين الذهبي، وابن كثير الدمشقي، وابن حجر العسقلاني.
ولا يلزم أن تجتمع خصال الخير كلها في شخص واحد، بل قد يكون هناك أكثر من عالِمٍ في أكثر من مكان، في وقتٍ واحدٍ، أو أزمانٍ متفرقة، يتميز كل منهم بمزية في علم من العلوم الدينة والدنيوية، شريطة أن يكونوا جميعا مسلمين، مؤمنين، ملتزمين بهدي الدين الحنيف.
وهذا موجود، ولله الحمد، حتى قيام الساعة، فهناك من يتفوق في اللغة، والفقه، والتفسير، وهناك من يمتاز في العلوم الحديثة، كالطب والهندسة والتكنولوجيا، وغيرها.. وهناك من يدفع عن الإسلام شبهات الملحدين، والمتطرفين والمفرطين، ويصد هجمات المبطلين، والمنحرفين، وأعداء الدين.
أبو منصور الماتُريديُّ.. إمام المتكلمين (238هـ - 333 هـ)
هو مؤسس المدرسة الماتريدية التى يتبعها غالبية أتباع المذهب الحنفى فى العقيدة.
وهو أحد مجددي الإسلام فى زمانه، وعلم من أعلام الفكر الإسلامى، وكان له دورٌ كبيرٌ فى نصرة عقائد أهل السنة والرد على أهل البدع والضلالات.
اعتبره الشيخ عبدالمجيد بن طه الدهيبي الزعبي من المجددين لعمله على جمع مسائل التوحيد والعقيدة.
"إمام الهدى"
ووصفه كثير من العلماء والمؤرخين بأنه "رئيس أهل السنة"، وخلعوا عليه ألقابا كـ"إمام أهل السنة والجماعة"، و"شيخ أهل السنة والجماعة"، و"إمام الهدى"، و"علم الهدى"، و"إمام المتكلمين"، و"مصحح عقائد المسلمين"، و"قدوة أهل السنة والاهتداء"، و"رافع أعلام السنة والجماعة"، و"قالع أضاليل الفتنة والبدعة".
هذه الأوصاف والألقاب تجعلنا نقف بجلاء على مكانته وما تركه من عظيم الأثر على أجيال متعاقبة من العلماء، فهو يعتبر إماما لمنهج "علم الكلام" وصاحب مذهب فيه.
ومع ذلك فإن كثيرا من المؤرخين، وكتب التراجم، أهلموا ذكر الامام الماتريدي، لشديد الأسف، رغم كونه من أئمة المتكلّمين وأقطاب التفسير فى عصره، فى مقابل الاهتمام البالغ بسيرة ومنجزات الأشعري، لأن الأشعري استوطن "العراق" التي كانت بمثابة مركز العالم الإسلامي.
مولده ونسبه
وُلد أبو منصور الماتُريديُّ في النِّصف الأول من القَرنِ الثَّالث الهِجريِّ، في حوالي سنة 238هـ، وتوفِّي بسَمَرْقَندَ سنة 333هـ، عن 95 سنة تقريبًا.
ينتهي نسب الماتريدي إلى الصحابي أبي أيوب الأنصاري، الصحابي الجليل الذي نزل الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، في داره بعد الهجرة من مكة إلى المدينة.
نشأ الإمام أبو منصور الماتريدي فى سمرقند على الأرجح فى الثلث الأول من القرن الثالث الهجري، وليس هناك اتفاق على تحديد تاريخ مولده بدقة، إلا أن هناك من أكد أن مولده كان بين عامى 238 هـ و258هـ، قياسا بأعمار شيوخه.
ولد بماتُريد أو ماتُريت (بضم التاء) وهى بلدة بسمرقند فى بلاد ما وراء النهر، ويوصف بالماتريدي حينا، وأحيانًا تضاف نسبته إلى سمرقند، فيقال أبو منصور محمد بن محمد بن محمود الماتريدى السمرقندي، وكنيتُه أبومنصور.
وهناك ما يشبه الاتفاق على أنه توفي ما بين 331هـ، و333 هـ. وعاش فى سمرقند.
تأثره بأبي حنيفة
وكان الماتريدي متأثرا بأبي حنيفة النعمان، وهو صاحب تراث فقهي وعلمي كبير فى مجالات أصول الفقه، وأصول الدين، وعلم الكلام، وعلم التفسير.
وهو من أبرز الشخصيات الإسلامية التى كان لها دورٌ مهمٌّ فى شرح عقيدة أهل السنة والجماعة وتوضيحها بالنقل والعقل، وينتسب إليه اليوم أكثر من خمسين بالمائة من المسلمين.
والمعروف أن علم الكلام يعتمد على المنهج العقلي بجانب النصوص الشرعية فى إثبات مسائل العقيدة، مع تغليب الحجج والبراهين العقلية، وتأويل النصوص الشرعية التى تقول بالتشبيه بما يتناسب مع هذه البراهين.
ويعتمد هذا العلم على بحث ودراسة مسائل العقيدة الإسلامية بعرض الأدلة وشرح الحجج على إثباتها، ومناقشة الأقوال والآراء المخالفة لها، وإثبات بطلانها، ودحض ونقد الشبهات التى تثار حولها، ودفعها بالحجة والبراهين.
"الماتريدية"
كان الإمام أبو منصور الماتريدي هو أبرز العلماء المتكلمين، وتنسب إليه فرقة "الماتريدية" التى يعتبر منهجها أساسا فى علم التوحيد عند العديد من المؤسسات الدينية فى العالم الإسلامي؛ لما يحمله المنهج من ترجيح لقيمة العقل فى الرد على المخالفين فى أمور التوحيد والعقيدة.
تلقى الماتريدي علوم المذهب أبي حنيفة، واستفاد من آراء أبي حنيفة الكلامية، فلم يكن مجرد شارح لطريقة أبى حنيفة، بل كان مبتكرًا، وله منهجه الخاص به.
وإحقاقا للحق، فقد تفوق الماتريدي على الإمام الأشعري فى القيام بمهمة الدفاع عن العقيدة، كما تلقى علم الكلام على يد نصر بن يحيى البلخي الذي كان يعد أحد كبارعلماء ذلك العصر، وغيره من كبار علماء الأحناف حتى أصبح هو نفسه من علماء الأحناف المرموقين.
وتتلمذ على يديه عدد من مشاهير علم الكلام، وبالتالي فإن الإمام الماتريدي ينتمي للمذهب الحنفي في الفقه، وينتسب إلى علم الكلام فى العقيدة، بل هو أحد قطبي علم الكلام.
ولعل الوسطية بين الفرق الإسلامية فى مسائل الغيب والإيمان، هي أهم أسباب انتشار مذهب أبى منصور الماتريدي بين المسلمين، والعناية به وتبنيه فى أعرق المؤسسات الإسلامية فى العالم، أيضا هناك انتشار كبير لمنهجه فى البلدان التى تعتمد مذهب الحنفية فى الفقه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا