رئيس التحرير
عصام كامل

الضبعة.. نموذج نجاح

صباح اليوم شهد بداية مرحلة جديدة فى مشروع محطة الضبعة النووية المصرية التى يتم إقامتها بالتعاون مع روسيا، ولذلك دشن المرحلة الجديدة الرئيسان المصرى السيسى والروسي بوتين.. وكان هذا أمرا يستحق لأن هذا المشروع المقرر أن ينتهى ويكتمل بعد أربع سنوات، هو نموذج نجاح كبير..

 
وهذا النجاح يبدأ منذ أن اتخذت القيادة المصرية قرارها بإحياء المشروع النووى المصرى الذى تعطل تنفيذه عدة عقود مضت، لأسباب شتى بعضها يخصنا والبعض الآخر يخص الوضع الدولى الذى سيطر عليه الأمريكان.. 

 

فهذا القرار أتخذ في ظل ظروف صعبة داخلية وخارجية.. حيث كان هناك رفضا من بعض أصحاب المصالح لإحياء المشروع النووي المصري، ووصل الأمر إلى حد إستيلاء عناصر قبلية مسلحة على الأرض المخصصة للمشروع بعد يناير 2011، واحتاج استعادتها جهدا وحكمة ووقتا بالطبع.. 

 

كما أن القرار بإحياء هذا المشروع أتخذ في ظل عدم حماس أمريكى وغربى له، أعاد إلى ذاكرتنا الرفض الامريكى الغربى لإقامة مشروع السد العالى.

 
وكان إختيار التعاون مع روسيا قرارا صائبا لأكثر من سبب، من بينها أن الروس سيتعاونون معنا بجدية لإنجاز هدا المشروع، كما أن روسيا هى الدولة الأكثر تقدما في إنشاء المحطات النووية وتملك خبرات كبيرة، وبالإضافة إلى ذلك فإن العرض الروسى كان هو العرض الأفضل فنيا وماليا أيضا..

 

وفتح الباب واسعا لمشاركة شركاتنا في تنفيذ المشروع مع الشركة الروسية، ووفر التمويل اللازم لإنجاز هذا المشروع العملاق دون فرض أعباء علينا، من خلال قرض لن نبدا في سداد أقساطه إلا بعد أن تبدأ المحطة في إنتاج الكهرباء ومن عائد هذا الإنتاج.

 


لذلك تستحق القيادة المصرية التحية لكل ذلك.. كما تستحق القيادة الروسيةَ التحية أيضا، خاصة وأن إنشغال روسيا في الحرب مع أوكرانيا لم يعطل العمل في هذا المشروع الكبير. 

الجريدة الرسمية