انتظار مثير للقلق!
كل التصريحات الحكومية المتعلقة بالأزمة الاقتصادية تتسم بأنها عامة ولا تقدم للناس معلومات محددة واضحة فيما يتعلق بما يحدث الآن بسعر الجنيه في السوق السوداء، ولماذا يتعرض للانخفاض على هذا النحو، ومتى وكيف يتم التخلص من هذه السوق السوداء، وهل هناك جهد يبذل لمواجهة ذلك الآن أم أننا نكتفي بالمتابعة فقط لما يحدث رغم أنه مثير للقلق والإزعاج لأنه يترجم في نهاية المطاف في استمرار التضخم وتضخمه.
لم يتحدث مسئول في الحكومة تحديدا على ما تنشغل مواقع التواصل الاجتماعي به بخصوص ذلك الأمر، واكتفوا فقط بالحديث عن أنهم يستهدفون جمع خمسة مليارات دولار من برنامج الطروحات مع تدبير مبلغ آخر من طرح سندات في السوق الصيني والسوق الياباني.
ولم يتحدث مسئول واحد أيضا عن المباحثات التي أجريناها مؤخرا مع صندوق النقد الدولى، وماذا أسفرت عنه هذه المفاوضات بخصوص القرض الذي قدم لنا منه شريحته الاولى وأجل شريحته الثانية والثالثة لتأخرنا في تخفيض الجنيه بالبنوك، وتأخرنا في برنامج الطروحات؟!
كما لم يتحدث مسئول واحد عن أعباء الديون الخارجية المستحقة علينا هذا العام، والتى تعد هى الأكبر بالنسبة لسنوات مضت وسنوات قادمة أيضا وكيف سوف ندبرها حتى نستمر في الوفاء بتلك المستحقات؟!
وهذا لا يوفر طمأنينة لدى أطراف السوق والمنخرطين في النشاط الاقتصادي، ناهيك بالطبع مع عموم المواطنين الذين هم المتأثرين بكل ما يحدث الآن على الجبهة الاقتصادية.. بل أنه يثير القلق ويعطى انطباعا أن من يديرون اقتصادنا لا يفعلون سوى الانتظار والفرجة على ما يحدث.
إن ذلك من شأنه أن يعقد الأزمة الاقتصادية بدلا من أن يخفف حدتها.. فعندما يقلق المستثمرون والمستوردون والمصنعين والتجار بل والمواطنون العاديون تتعقد الأزمات ولا تنفرج.. ثم إن من مسئولية الحكومة أمام الناس أن تقول لهم بشكل مستمر ماذا فعلت لكى تخفف عليهم وطأة الأزمة وماذا تنوى أن تفعل في المستقبل لكى تحتوى هذه الأزمة.
كذلك أن إحاطة الناس بما تقوم به الحكومة يوفر لها ثقة الناس فيما تفعله، وبذلك هي تسهل على نفسها شكوكا تثار عادة إذا اكتفت بالصمت، وبدت أنها تعيش حالة انتظار.