رئيس التحرير
عصام كامل

الفن وسنينه

أنا وأنتم وأهل الفن في 2023؟!

آثرت ألا يكون أول مقال لي في العام الجديد 2024 مقالًا اعتياديًا مثل باقي المقالات التي تطرح موضوعًا بعينه وتتناوله بالتحليل أو تعلق على قضية مثارة على الساحة وأشياء من هذا القبيل 
ومن ثم قررت أن يكون مقال اليوم بمثابة استعراض سريع لأهم الموضوعات التي تعرضت لها وناقشتها مع حضراتكم خلال العام المنقضي.

 
والتي وجب علي تقديم خالص الشكر والعرفان لحضراتكم على حسن استقبالكم وترحيبكم بها وعمق وجمال تعليقاتكم الكريمة والمحفزة جدًا لي، كما سأسجل في مقالي هذا بعض الملاحظات على الوسط الفني وأحوال أهله بين الحزن والأسى والفرح والسعادة والإعجاب والاستنكار والإشفاق والتعاطف  وغيرها من الحالات والمشاعر التي مررت بها في عام 2023.


مع الأمنيات التي أتوق إلى أن تتحقق إن شاء الله في العام الجديد 2024 جعله الله عز وجل عام الخير والبركات والعوض آمين.

 خارج الصندوق

حاولت قدر الإمكان من خلال هذا المنبر المحترم والمهني والشجاع فيتو أن أطرح في مقالاتي طوال عام 2023 موضوعات خارج الصندوق بعيدًا عما يثار على الساحة الفنية والإعلامية من موضوعات أغلبها سطحي لا يهم الناس وفقط يهدف إلى شغلهم عن القضايا الحيوية التى تمسهم وما أكثرها اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا قضايا في صميم الفن والفنان أو هكذا يجب أن يكون أو نحلم بأن يكون.


ومن نوعية هذه الموضوعات التي نالت والحمد لله رضاء حضراتكم واستحسانكم.. تلك التي تناولنا فيها رسالة الفن والفنان ودوره المجتمعي وفي قضايا وطنه وأمته، الشللية وسيطرتها على الوسط الفني وأثرها السلبي على الفن، إختفاء الفنان المنتج مثل صلاح ذو الفقار ونور الشريف، وندرة المنتج الفنان من عينة آسيا ورمسيس نجيب.. 

 

وأسباب تراجع الدراما والسينما المصرية، وتصاعد ظاهرة العنف والجريمة والترويج للقيم السلبية في الدراما الرمضانية، الفنانون والسياسة، ضعف العلاقة بين الفنانين والصحافة، نفاد رصيد معظم الإعلاميين الذين يتصدون المشهد لبعدهم عن هموم الناس وشواغلهم وأبرزهم في هذا السياق عمرو آديب.. 

هذا بجانب مجموعة المقالات التي كشف لي من خلالها صديقي الراحل العظيم الفنان نور الشريف عن الكثير من أسراره الفنية والشخصية وأعطى فيها دروسًا مهمة في الفن والحياة.

إعجاب وتعاطف وإشفاق واستنكار


في عام 2023 كان ومازال لدي إعجاب خاص وسعادة وتقدير لعدد قليل من أهل الفن والإعلام لنجاحاتهم الكبيرة وتألقهم الملفت في هذا العام على وجه الخصوص، في مقدمتهم النجمة المبدعة منى زكي التي فاجأت الجميع وأنا منهم بدور عمرها في مسلسل تحت الوصاية الذي عرض في النصف الثاني من رمضان الفائت وطرحت فيه قضية حيوية شائكة.
 

والنجمة التي تزداد نضجًا وثقلًا مع كل دور تمثله حنان مطاوع بمسلسلاتها وعود سخية وسره الباتع في رمضان ومؤخرًا  أصل وصورة.


النجم صاحب أعلى الإيرادات في تاريخ السينما المصرية كريم عبد العزيز والذي صار اسمه علامة على الجودة والنجاح بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى، النجمة العظيمة  إلهام شاهين التي جعلتنا نتعاطف أكثر وأكثر مع مريض الزهايمر بأدائها الاستثنائي الرائع في حكاية الفريدو من مسلسل 55 مشكلة حب.


شعرت بالتعاطف مع الفنان محمد سلام لموقفه الشجاع باعتذاره عن المشاركة في أحد العروض المسرحية المقامة بموسم الرياض الحالي غير عابئ بالنتائج والتبعات لذلك، كما تعاطفت كذلك مع النجمة الكبيرة القريبة إلى قلبي جدًا يسرا في مسلسلها الرمضاني الأخير 1000 حمد لله على السلامة الذي لم يدرك النجاح المتوقع.


وأشفقت في العام الماضي على نجوم كبار لم يحالفهم الحظ والتوفيق في هذا العام مثل محمد هنيدي حيث استمر في منحنى التراجع فنيًا وجماهيريًا بفيلمه الأخير مرعي البريمو، ونفس الحال بالنسبة للموهوب محمد سعد الذي تعرض لانتقادات كبيرة بسبب ضعف مسلسله الرمضاني إكس لانس، وهو ما يثير علامات الاستفهام عن قرب انتهاء صلاحية هذا الجيل من نجوم الكوميديا؟!

كما استنكرت تصريحات بيومي فؤاد ضد زميله محمد سلام في موسم الرياض الذي خانه فيها ذكاؤه.


حزن وأسى وأمنيات


انتابتني والوسط الفني حالة من الحزن العميق والأسى للرحيل المفاجئ لعدد من الفنانين خاصةً في آواخر العام، وكان من أشد الذين تأثرت بوفاتهم الصديق الغالي الجدع الشهم طارق عبد العزيز، والمنتجة القديرة ناهد فريد شوقي، والمنتج الشاب صلاح رمزي نجل المنتج والموزع الراحل الكبير محمد حسن رمزي، وكذلك أحد نجوم السبعينيات والثمانينيات الفنان أشرف عبد الغفور.

 


أخيرًا تأتي الأمنيات لهذا العام وهي عديدة ولكن من أهمها.. اختفاء الشللية من الوسط الفني وعودة الاستعانة بالفنانين والمخرجين والمؤلفين والمنتجين الكبار الذين أثروا الفن في مصر والوطن العربي، وضخ وجوه شابة جديدة موهوبة لتجديد دماء العملية الفنية، استعادة المخرج لدوره كرب للعمل الفني بعيدًا عن سطوة النجم الأوحد أو النجمة الأولى.. 

والاستمرار في تقديم مزيد من الأعمال الفنية المأخوذة عن أعمال كبار الأدباء والكتاب لحل معضلة ندرة الورق الجيد، حتى تعود الدراما والسينما المصرية إلى ريادتها وأمجادها السابقة قولوا يا رب.

الجريدة الرسمية