رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا تلاعبنا!

قبل أسابيع شغلتنا أمريكا بترويج أنباء تقول إنها طلبت من إسرائيل إنهاء الحرب في غضون ثلاثة أسابيع أو قبل أعياد الميلاد وحلول العام الجديد، وإن إسرائيل ترفض طلبها ولا تريد الاستجابة لها، وكانت إسرائيل قادرة على رفض طلب لأمريكا التى قدمت لها أطنانا من الأسلحة والمعدات العسكرية ومليارات من الدولارات مع الحماية السياسية في المنطقة الدولية.. 

ثم خرج علينا الأمريكان ببدعة جديدة تسمى المرحلة الثالثة من الحرب التى سوف تكون أقل شدة وبالتالى أقل ضحايا، وذلك بعد أن إنتهت مهلة الأسابيع الثلاثة التى قالوا إنهم منحوها للإسرائيليين لوقف الحرب وإنهائها!

 
ما يتحدث الأمريكان أنه موضع نقاش مع الإسرائيليين -منذ زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي لتل أبيب- يُبين أن أمريكا تلاعبنا نحن العرب حتى يتمكن الإسرائيليون المضى في حربهم التى لا يريدون إنهاءها لإنهم لم يحرزوا نجاحات واضحة سوى قتل 21 ألف فلسطيني وتدمير أكثر من ثلثى مباني قطاع غزة، ولم تتمكن من تحرير أسيرا واحدا لدى حماس وبقية الفصائل الفلسطينية..

 

 فالأمريكان يتعرضون لضغوط عربية وعالمية لوقف الحرب، وهم لا يرغبون في ذلك لأن حليفتهم إسرائيل تريد استمرار هذه الحرب لنحو ثلاثة أشهر على الأقل وتواجد قواتها في القطاع لعام أو عامين، ولذلك لم تجد أمامها سوى إطلاق الأخبار المتعمدة عن تحديد سقف زمنى للحرب، وعندما تجاوز الزمن هذا السقف يتحدثون الآن عن المرحلة الثالثة للحرب الأقل حدة، أى الأقل ضحايا!


ولو كانت أمريكا تريد وقف الحرب أو تقليل الضحايا لأمرت إسرائيل بذلك بشكل حاسم، ولما وجدت إسرائيل أمامها سوى الامتثال للأوامر الأمريكية لأن الأمريكان هم من يدعمونها ويساعدونهم على للاستمرار في هذه الحرب.  

الجريدة الرسمية