التحديات تحاصرنا!
وكأنه تنقصنا التحديات.. فإيران هددت بوقف الملاحة في البحر المتوسط بعد أن هدد الحوثيون الملاحة في البحر الأحمر، وهو من شأنه التأثير سلبيا على حركة مرور السفن في قناة السويس التى نعتمد عليها في توفير احتياجاتنا من النقد الأجنبي التى نعانى فيها أزمة حادة خفضت من سعر الجنيه مما زاد من التضخم والغلاء..
ويأتى ذلك أيضا بعد قطع مصر المفاوضات مع إثيوبيا لتعنتهم ومراوغتها وإصرارها على الانفراد بالسيطرة على مياه النيل الأزرق والتحكم في تدفقاته لنا نحن والسودان لأنها لا تعترف بحصتنا التاريخية فىي مياه النيل. ويقترن ذلك كله مع مخاطر تهددنا من كل الاتجاهات..
من الغرب تأتى مخاطر الاٍرهاب لافتقاد ليبيا للاستقرار السياسى.. ومن الجنوب مخاطر إرهاب وهجرة لتعرض السودان لحرب أهلية، ومن الشرق مخاطر هجرة قسرية لأهالى غزة كما تستهدف إسرائيل بعد عدوانها الوحشى ضدهم وحرب الإبادة التى تقترب من الشهور الثلاثة.
وكل هذه التحديات تحيط بِنَا وتحاصرنا في وقت نعانى فيه مشكلة اقتصادية حادة نتيجة نقص حاد في مواردنا من النقد الأجنبى.. وهى تحديات مكلفة لنا، وانظروا فقط إلى ما تحملته مصر من أعباء لدعم الإخوة في غزة ومساعدتهم على التشبث بأرضهم بتوفير مقومات الحياة لهم.
ومواجهة كل هذه التحديات تحتاج منا أقصى وأكبر قدر من التماسك الاجتماعى، وهذا يتحقق بفتح كل النوافذ وحرية الرأي والتعبير والنشاط السياسى للمجتمع والشفافية، وانظروا إلى ما حدث في أزمة العدوان الوحشى الإسرائيلي على غزة، حيث حدث الالتحام بين الشعب والقيادة مع فتح بعض النوافذ.
